ما تكشفه زيارة الشرع الى واشنطن؟


حازم عياد
رغم إدراك نتنياهو استحالة التوصل لإتفاق تطبيعي مع الجانب السوري إلا أنه قرر أن لا يفوت الفرصة لوضع نفسه على طاولة الحوار التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة الأمريكية واشنطن يوم غد الاثنين، بإقحام ملف استعادة جثمان الجاسوس الإسرائيلي ايلي كوهين الذي أعدم في دمشق عام 1965، وهو أكد حرصه عليه خلال اجتماعه بأعضاء حكومته الفاشية اليوم الاحد.
الخطوة محاولة بائسة من نتنياهو للهروب من أزمة المحاكمات والفشل في قطاع غزة، فضلاً عن عجزه تحقيق مكاسب تطبيعية إضافية لطالما وعد بها جمهوره لتحقيق مكاسب انتخابية تعزز مكانته المهتزة داخل الائتلاف الفاشي الحاكم و الشارع الإسرائيلي المنهك من الحروب والعزلة.
في المقابل تمكنت تركيا من ضمان مكان لها على طاولة الحوار في واشنطن بإعلان عن زيارة وزير الخارجية التركي “هاكان فيدان” العاصمة واشنطن يوم غد الاثنين، بالتزامن مع لقاء الشرع بالرئيس الأمريكي ترامب والمسؤولين الامريكان، فأنقرة جزء أصيل من الحوارات والنقاشات التي بدأت لتطوير استراتيجيات وسياسات تحقق الإستقرار في المنطقة، في حين يبدو الاحتلال و نتنياهو معزولاً وبعيداً عن هذه النقاشات، في وقت اضطر فيه الرئيس الأمريكي ترامب لإرسال مبعوثه الخاص “ستيف ويتكوف” وصهره “جاريد كوشنر” إلى الكيان المحتل لضمان عدم انهيار وقف إطلاق النار وإنهاء ازمة رفح عقب تسليم جثمان الأسير هادار جولدمان.
الكيان الإسرائيلي وحكومة نتنياهو عبء ترزح تحته إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فهي تعقد حساباته السياسية في إدارة ملفات المنطقة وتقدم له المشاكل المعيقة لتقدمه السياسي ولا تقدم له الحلول ، ما ظهر جلياً في أزمة رفح الأخيرة، وفي المعارضة المتزايدة في صفوف الجمهوريين قبل الديمقراطيين لسياسات الاحتلال الإسرائيلي والتي عكستها الخسارة الكارثية والمدوية لانتخابات عمدة نيويورك.
ختاما .. تركيا تقدم الحلول لدونالد ترامب، وهي حاضرة في المشهد في حين يقدم نتنياهو الأزمات ويضع إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة على حافة الهاوية على نحو يضر بعلاقة الولايات المتحدة بالوسطاء والدول العربية والإسلامية المنخرطة في الملف خصوصاً المملكة العربية السعودية التي يزور ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان البيت الأبيض في 18 من تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، في زيارة مهمة لإدارة ترامب تفوق بأهميتها ما يمكن أن يقدمه نتنياهو المازوم والملاحق جنائياً داخل الكيان وخارجه، فبعد أن كان الشرع ملاحقاً أصبح ضيفاً على واشنطن وبعد أن كان نتنياهو مقرباً بات ملاحقاً متهماً في المحكمة بعد طوفان السابع من أكتوبر، حقائق كشفتها وأكدتها ورسختها مدخلات ومخرجات زيارة الشرع لواشنطن التي يتوقع أن تتضمن كل شيء إلا التطبيع مع الكيان وحكومة نتنياهو.




