بقلم المفكر والشاعر الكبير
د.سعيد شوارب
يا أيها الشفــقُ المسَافرُ بالغَــدِ الْـمَـأمُـولِ‘ وَىْ
كيف العزاءُ ولم يكدْ يشفى ضياؤك مُـقـْلـَتـَىْ
آهٍ من الأزهار حــين تَغالـُها الــريحُ الـْعـــــتىّْ
أوّاهُ من قلبي ‘ومن دمعي ‘ ومن صـَبْرٍ عَصِىّ
أوّاهُ يا قلبي ‘ وكنتُ حَسـِـبْـتكَ الـْـقلـْبّ الـْـقـَوىّ
أَبُنـَىَّ يا حُـلـُمًــا ‘ أَبىَ دهــري يجودُ به عـــلىّ
أرْثيكَ إذ أبكيك ؟ لا أقــوَى ‘ فأنتَ الــيَـومَ حيْ
لا لـم تزلْ حـيًّا تُضَاحـِكني وتـَهْربُ من يَـــد يّ
مَا زلـْـتَ تعبثُ بالأثاثِ وتمرحُ الْــمَرَحَ الـَّـذكيّ
هل صـِرْتَ ذكـْرى الأمس واخـْتنقَ الضياءُ العبقرى؟
يا ويلتِـي ‘ صَعبٌ علىَّ أقولـُهَا ‘ صَـعـْبٌ عـلىّ !
زفـَـراتُ أمّــِكَ وهْى تحـْكى ذكرِيـــاتِـكَ يَـــا بُنىّ
تكـْوى الضلوعَ‘تُحرِّقُ الأكبادَ تطْـوى النفسَ طيّ
أنـْـسَى ، فأهتفُ،والذي أحضرتُ يرقصُ في يدَيّ
قُــــمْ يا بنيَّ فهــذه حـــلوْاكَ ، قــــمْ سارعْ إلــــيْ
فيجيـبنُي الصمتُ الْــحَزينُ مَرارَةً ، مَـا عاد شيّ!
لـُعْباتُـكَ الثكلـَى حبيبَ النفـْـسِ مــا زالتْ هـُنـــاكْ
فيِ الرّكـــنِ، صامتةً مبـعـــثرةً ، كما فعلتْ يــَداكْ
نسَج الغـْبــَارُ وأمسُـكَ الـــذاوِي حَوَالَـيْها شبـــاكْ !
جَمـَــَدتْ إلى أبــدٍ ، ويــَا كَمْ كانَ يُسعـدُها الْحِرَاكْ
هي ذي تساءَلُ ،أين صاحبُها الصغيرُ،فهل تـَراكْ؟
يا ليــْتَ نفْـسيَ يــَا بني لـــدَي الـرَّدَى كانتْ فــداكْ
فلقد رمــَاكَ الْــمَــوْتُ وَاحـِدةً ، وَأعْـجلَ إذ رمَــاكْ
لــَكنـّــهُ سيظـــلُّ يـُــدْمى إذ رماكَ ، أسىً أبــــــَاكْ
أستـَودعُ الرحمــَـنَ منــْـكَ حُـــشَاشَـة ًحَمَـلـَتْ أساكْ
فلئنْ طـواكَ المــوْتُ في حُضــنِ التُّرَابِ،فمـَا طواكْ
سيظل طيْــفُــك لي يمــاشـِـيني ويرســمُ لي خُطــاكْ
في رحمــةِ الله الرحيــبـَةِ نـَـمْ بُنىَّ ، إلى لِــقـــــــاكْ.
