لماذا لن ينجح الخيار العسكري الاسرائيلي في القضاء على البرنامج النووي الايراني؟

عدة عقود من التجييش والتحريض على البرنامج النووي السلمي الإيراني ومهاجمته سراً واغتيال علمائه بعمليات أمنية، شن كيان الاحتلال عدواناً
موصوفاً على إيران لتحقيق الهدف نفسه. غير أن إسرائيل التي اعتادت على استخدام الحرب الهمجية كأداة لفرض ما تريد، تدرك، كما الولايات المتحدة، أن الخيار العسكري لن يجني ثماراً في هذا الملف تحديداً، والشواهد على ذلك كثيرة.
الهدف الإسرائيلي المعلن، تدمير البرنامج النووي الإيراني. إلا أن ما تواجهه إسرائيل اليوم يتجاوز مجرد منشآت يمكن استهدافها بقنابل ذكية، إلى منظومة صناعية علمية وتقنية نمت وتوسعت لعقود. إيران لا تخصب اليورانيوم في منشأة واحدة، ولا تعتمد على بضعة علماء. هي تمتلك اليوم شبكة واسعة من المواقع، بعضها مكشوف وبعضها شديد التحصين تحت الأرض، كما في فوردو. وتملك كذلك آلاف أجهزة الطرد المركزي المتطورة، ومعرفة تقنية لا يمكن محوها بالقوة، وآلاف الخبراء والعلماء النوويين المدربين، وهذا يعني قدرتها على إعادة بناء قدراتها بسرعة بعد الهجوم، طالما أنها مصممة على ذلك.