كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل جريدة البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بفلسطين
ما قاله الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود في كلمته أمام مؤتمر ( دعم القدس صمود وتنمية ) بالجامعة العربية قبل يومين، عن أن الانقــسـام الفلسطيني يعيق وحدة الدول العربية وتقدمها ، يشير بالزاوية الأخرى أن العرب سيفرضون المصالحة علي حماس من أجل دعمها للقضية الفلسطينية برمتها ، والحفاظ على وحدة المواقف العربية ، وحدة دولها تفاديا للتشرذم والانفصال الجاري في اليمن وسوريا وليبيا .
أقواله هذه جاءت متزامنة مع اجتماعات مغلفة للمخابرات المصرية بوفد حماس للتهدئة والمصالحة.
إن ما يستنبط من كلمة الأمير تركي الفيصل عن أن الانقــسـام الفلسطيني عائق رئيسي لتقدم الدول العربية ، أن الانقسام بين الأشقاء الفلسطينيين ، وسيطرة حماس على غزة عام ٢٠٠٧ هو السبب الرئيسي في ما يجري من حروب أهلية في سوريا واليمن وليبيا لتفتيت وحدة أراضيها، و تضيع مقدراتها وثرواتها ، وكأن الامير تركي يشير بأصبع الاتهام إلى حركة حماس ، وعلو الإسلام السياسي للتربع علي العرش المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عام ٢٠١٢ م، وليبيا، وتونس ، ليتخذ فيما بعد قرار عربي موحد للإطاحة بجماعة الإخوان ، وإنهاء ملف ( الإسلام السياسي ) .
وحماس التي هي جزء من الجماعة الام يجري عليها ما جرى على الإخوان ، حيث اتخذ العرب قرارا موحدا بإنهاء سيطرة حماس على غزة ، و إتمام المصالحة الفلسطينية ، وعودة غزة إلي حضن الشرعية ، مما دفع بحماس في غزة أن تخرج قياداتها المتشددة التي تعيق المصالحة إلي قطر وتركيا ، حيث استشعرت الحركة أن المعادلة تغيرت ، وأن أهالي غزة بدأوا بإرهاصات الثورة على الظلم والفساد عبر ( حملة بدنا نعيش )، والانتقادات اللاذعة ، وجلد الذات داخل حماس ( إلى أين ذاهبون )، وتقييم الأوضاع المعيشية والمأساوية السيئة في غزة بعد خوضها خمس حروب لا جدوى منها ، سوى تزايد الأوضاع سوءا في غزة .
ألم تدرك حماس بعد مرور عشر سنوات على إسقاط الإخوان في مصر ، وبعد سنة من الإطاحة بهم في تونس ، إنه قد يتجرأ الفلسطنينون بغزة على الإطاحة بها وحدوث حرب أهلية ، وهذا ما لا يتمناه أي فلسطيني لأن الدم الفلسطيني على الفلسطيني حرام .
ينبغي على حماس أن تنهي الانقسام المرير ، وتعيد غزة إلي الشرعية من أجل إعادة الوحدة الفلسطينية لمجابهة كل مخططات الاحتلال الهادفة إلي تصفية القضية المركزية ، والتهويدية لمدينة القدس الشريف ، عاصمة دولة فلسطين الأبدية.