لماذا سعد الهلالي؟

بقلم نصر الأصبح
ليس غريبا أن يقوم بابا الفاتيكان بتعيين 14 عضوا في ما يسمى “الأكاديمية البابوية من أجل الحياة”؛ كلهم من الكاثوليك؛ ولكن الأغرب أن يختار شخصا مصريا مسلما بينهم ، والأشد غرابة أن يكون ذلك الشخص هو المدعو سعد الدين الهلالي ؛ ولقد احتفى الفاتيكان عبر صحافته بتعيين مسلم في الأكاديمية؛ معتبرا إياه دليلا على التقارب مع الإسلام .
ليس غريبا أن يتم اختيار الهلالي لاغيره ..
أليس هو القائل إن القرآن حمَّال أوجه ، والشرع غير ملزم ، والفقه آراء ، ودين الله يمكن تعطيله ، وأفعال النبى “صلى الله عليه وسلم” ليست دينا ، وأقواله “صلى الله عليه وسلم” وجه من أوجه التفسير المحتملة للقرآن الكريم، والقرآن مجرد هدي عام ، وليس أحكاما ملزمة ، وما يختاره الشعب يكون هو التفسير الراجح ، ونصف الشهادة تكفيك لتكون مسلما ، وكون الشخص يؤمن بمحمد “صلى الله عليه وسلم” أم لا فهذا “هو ونيته” ، وقد نسب هذا القول للإمام ابن حجر العسقلاني “رحمه الله”، وإذا رجعنا للمجلد الخامس عشر من فتح الباري صفحة 150 طبعة دار طيبة ، فسنجد أن الإمام ابن حجر رحمه الله نقل هذا الكلام فعلا ولكنه أتبعه بقوله: “وهذا كلام أهل البدع “..
إن الهلالي هذا لا تنحصر تهاويمه بل هو ماض في أوهامه فيزعم أن الإيمان بالرسل غير واجب على خطى يهود الذين جعلوا تكذيب الرسل معصية لا تستوجب الخلود في النار “وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة”
وأمعن قائلا : إن البيرة حلال، والراقصة إذا ماتت وهى خارجة للعمل تعد شهيدة ، والإسلام هو القرآن ولا وجود للشريعة، وأجر عامل الخمر حلال ، وأجر محفظ القرآن الكريم حرام ، والخمر أيضا حلال مادام لم يسبب السكر ، ويجوز شرعا الزواج من ابنة الزوجة بعد موتها أو طلاقها ، كما أباح زواج المتعة ،وأشاد بمشروع قانون تونس لترك التحاكم إلى الشريعة الإسلامية وتوزيع الميراث بين الذكور والإناث دون الأخذ بأحكامه من القرآن الكريم ، ولم يكتف بهذا ، بل زعم بأن كل المصريين مسلمون حتى لو لم يؤمنوا بالنبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، واكتفوا فقط بنطق الشهادة دون الإقرار بنبوة النبي “صلى الله عليه وسلم”، وإن الإنسان يمكنه استفراغ الغريزة الجنسية في غير إطار الزواج ، مما هو دعوة صريحة إلى الزنا والشذوذ وإشاعة الفاحشة إلى آخر كلامه الساقط والسخيف.
إن اختيار الهلالي يكشف رؤية الفاتيكان تجاه الإسلام والمسلمين؛ وحقيقة ما يسمى حوار الأديان؛ ونوعية الأشخاص الذين يفضل الحوار معهم.
إن المسلمين عندما يريدون الحوار مع المسيحيين يختارون أتباع الإنجيل ويرفضون الملاحدة المسيحيين ؛ ولكن الفاتيكان عندما يريد الحوار مع المسلمين يختار خصوم الإسلام. والملاحدة من المسلمين على أنهم يمثلون الإسلام ، ثم إن الهلالي لديه مهارة في التقاط الشواذ وتتبع الغرائب ، يزينها ويزخرفها ويلقيها على عقول فارغة وقلوب مشوشة ثم يقول لهم استفت قلبك!!
إن الرجل علماني حتى النخاع ، ومقولات العلمانيين تجري على لسانه ليل نهار، فلايؤتمن على دين الله ودنيا الناس ، ولا أعلم أحدا من رجال الأزهر يرضى مسلكه أو يقر شذوذه.
الله نسأل أن ان يرد كيده عن المسلمين، فإنه والله فتنة كل مفتون بالباطل الذي يقوم به ، والذي من شأنه أن يستفز المسلمين ، ويفتح الباب لضرب استقرار المجتمعات، وفى هذا من الفساد ما لا يخفى على أحد.
نصر الأصبح