لماذا لا تشرك حماس السلطة في المفاوضات؟

كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بفلسطين
طلبت حماس من الوسطاء المصريين و القطريين ضمانات أمريكية خطية لإتمام صفقة التبادل، هذه الضمانات تشمل وقف إطلاق النار المستدام، و عدم العودة للحرب، و الانسحاب الكامل من غزة، و عدم ملاحقة الأسرى الفلسطينيين بعد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، كما نتاقلته وسائل الإعلام.
إن حماس متمسكة بشروطها لإبرام الصفقة و هي وقف شامل و متزامن لإطلاق النار، و الانسحاب الكامل، و انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا و المعبر، بحسب ما أبلغت الوسطاء.
حماس تتشدد في مطالبها للحصول على ضمانات دولية لها، لاسيما الأمريكية، و لا يمكن لدولة عظمى أن تعطي أي ضمانات لمليشيا ، و لا يمثل الشعب الفلسطيني، و ليست دولة أو في منظمة التحرير الممثل الشرعي و الوحيد للفلسطينيين، أو في الحكومة الفلسطينية المعترف بها دوليا.
إن أي ضمانات لا تعطى إلا للدول ، فالدول لا تتعامل إلا مع دول مثلها ، و هذا ما كان جليا واضحا في عهد الرئيس الراحل عرفات عندما تمت صفقة الإفراج عن أسرى مؤبدين عام ١٩٩٨ بضمانات دولية بعدم ملاحقتهم من قبل إسرائيل.
كما أن الرئيس عباس حصل على ضمانات دولية بحل الدولتين، و إقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٧ من حزيران ٦٧، حيث ترجمت هذه الضمانات باعتراف أغلبية دول العالم بالدولة الفلسطينية، كان آخرها أسبانيا و النرويج.
في الجهة المقابلة، خرج أسرى صفقة الأحرار عام ٢٠١٢، ضمن صفقة تبادل دون أي ضمانات دولية، أو حتى إشراك السلطة الفلسطينية في المفاوضات وقتها ، لتكون الضامن بعدم مساس إسرائيل لهم، بعد أن تحصل السلطة على ضمانات دولية و خطية من أميركا آنذاك، و لعدم وجود ضمانات دولية على الصفقة ، و عدم إشراك السلطة تم تصفيتهم في الحرب.
و إذا أرادت حماس ، كفصيل وطني تحرري، أن تحصل على ضمانات دولية على وقف إطلاق نار دائم، و الانسحاب من غزة، و عدم ملاحقة الأسرى الفلسطينيين بعد الإفراج عنهم، عليها أن تشرك السلطة الفلسطينية الشرعية في المفاوضات، دون اعتبار للربح أو الخسارة، لكن حماس لن تشركها في أي تفاوض لإبرام الصفقة.
فلماذا لا تشرك حماس السلطة في مفاوضات وقف إطلاق النار؟، سؤال يحتاج إلى إجابات صريحة واضحة، و جريئة من قيادات الحركة، لكني لا أعتقد أن يجرؤ أحد من القيادات البارزة أن يتفوه بحقيقة عدم إشراك السلطة، سوى تقديم المبررات، و الذرائع بأن السلطة فاوضت إسرائيل ١٨ عاما دون جدوى، كما أن المختطفين الإسرائيليين لدى حماس و ليس السلطة ، فلماذا نشركها؟، و أعتقد أن هذه الإجابة حاضرة لدى أسامة حمدان ، أو غيره.
و أجزم قطعا أن حماس إذا أشركت السلطة في المفاوضات فإنها تحسب معيار النجاح و الفشل للحركة القائم على الربح و الخسارة، كما أنها تتوجس خيفة من أن يحسب نجاح المفاوضات للسلطة عند إشراكها، و حصولها على ضمانات لإنهاء الحرب على غزة، فتسجل المواقف لصالح السلطة، مما يخرج حماس من المشهد، وفق اعتقادها.
إن الحركة ليست لديها بادرة حسن النية تجاه السلطة الفلسطينية، لإنهاء الانقسام، و توحيد الصف الفلسطيني، و هذا يخرجها من دائرة الوطنية و التحرير إلى العداء مع الشعب الفلسطيني برمته.