غزة محاصرة وسط أعنف قصف منذ 75 عامًا

أمهل الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، أبو عبيدة، سكان مدينة عسقلان المحتلة حتى الخامسة مساء اليوم، لمغادرتها، مشيرًا في بيان إلى أن هذه الخطوة «ردًا على جريمة تهجير العدو لأهلنا وإجبارهم على النزوح من منازلهم في عدة مناطق من قطاع غزة».

بيان أبو عبيدة يأتي فيما يستمر القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وصفته رويترز بـ«اﻷعنف خلال 75 عامًا من الصراع»، إذ استهدف أبراجًا سكنية وخدمية، ومستشفيات وسيارات إسعاف، لترتفع حصيلة الضحايا داخل القطاع إلى 830 قتيلًا وأكثر من أربعة آلاف و25 مصاب، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، التي كانت قالت إن تعطّل شبكة الإنترنت داخل القطاع أخّر إحصائيات القتلى والمصابين، مشيرة إلى أن «استهداف قوات الاحتلال لمحيط مقر وزارة الصحة ومركز شهداء الرمال الصحي مما يهدد بتأثير سلبي كبير على القدرة على تقديم الرعاية الصحية للمرضى والجرحى».

وقال الدفاع المدني في غزة إن «الاحتلال يقصف غزة بالقنابل الفسفورية والارتجاجية المحرمة دوليا»، حسبما نقل التلفزيون العربي. وقتلت الهجمات الإسرائيلية سبعة صحفيين وأصابت العشرات داخل القطاع، أمس واليوم، كما طالت مسؤولين سياسيين في حركة «حماس»، منهم محمد أبو شمالة، الذي وصفه الجيش الإسرائيلي بـ«وزير اقتصاد حماس»، وكذلك عضو المكتب السياسي، زكريا معمر.

وفي حين طال القصف الإسرائيلي البنية التحتية لغزة، قطعت حكومة الاحتلال إمدادات المياه عن القطاع، أمس، بعدما قطعت إمدادات الكهرباء والوقود. الحكومة الفلسطينية اعتبرت أن قطع إسرائيل الخدمات الأساسية عن القطاع سيكون له عواقب وخيمة على الأرض، فيما قالت الأمم المتحدة إنه يضاعف من المعاناة.

بالتزامن مع قصف المناطق السكنية في غزة، وسط قطع الخدمات، جددت إسرائيل اليوم قصف معبر رفح، على الحدود الفلسطينية المصرية، للمرة الثالثة، ما يزيد من إحكام الحصار على سكان القطاع.

كانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» قالت، أمس، إن أعداد النازحين داخل القطاع إثر التصعيد الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الماضية بلغ أكثر من 187 ألف نازح، مضيفة أن منشآت تابعة لـ«الأونروا» تضررت جراء القصف.

من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم، استعادة السيطرة على منطقة غلاف غزة بالكامل، بعد ثلاثة أيام من القتال المتواصل منذ اخترقتها عناصر المقاومة الفلسطينية، صباح السبت، حين أطلقت عملية «طوفان الأقصى»، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 900 إسرائيليًا، بينهم أكثر من 120 من الضباط والجنود، ونحو 2700 مصاب، بينهم 500 في حالة خطرة، فيما لا يزال نحو 350 شخصًا مفقودين، بحسب قائمة أعدتها صحيفة يديعوت أحرونوت.

وفيما زعم مصدر بالجيش الإسرائيلي أن جثامين 1500 من عناصر المقاومة وُجدت في منطقة غلاف غزة، لم تُعلن المقاومة الفلسطينية عن حصيلة ضحاياها.

المتحدث العسكري لـ«القسام» قال أمس إن المقاومة ستقوم بإعدام أسير إسرائيلي، على الهواء، أمام كل قصف للقطاع دون إنذار، قبل أن يقول في بيان لاحق إن ملف الأسرى يعتبر ملفًا استراتيجيًا بالنسبة للمقاومة. التقديرات الأولية كانت أشارت لوجود حوالي 150 أسيرًا إسرائيليًا بحوزة المقاومة، التي أعلنت أمس أن أربعة منهم قتلوا بالفعل جراء القصف الإسرائيلي.

من جانبها، استمرت «القسام» في إطلاق صواريخها تجاه الأراضي المحتلة، معلنة، عبر تيليجرام، اليوم، أنها رشقت تل أبيب بالصواريخ، التي دوّت فيها صافرات الإنذار، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. المقاومة أعلنت كذلك أنها استهدفت مدن بئر السبع وعسقلان ومستوطنة جفلوت، إضافة إلى قصف مستوطنات سديروت، والقوات المحتشدة حولها، وحول مستوطنة ياد مردخاي، ومستوطنة نير عام، وموقعيّن عسكرييّن آخرين في غلاف غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى