إدارة فن ” التهدئة ” بين إسرائيل والجهاد الإسلامي

كتب الصحفي رامي فرج الله – مراسل البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين
أوقفت إسرائيل إطلاق النار لساعات منذ الفجر يوم أمس الجمعة من جانبها ، من أجل أن توهم الوساطات التي تدخلت لإيقاف العدوان على قطاع غزة أنها ” الضحية “، والفلسطينيين ” الجلاد “، ولتوصل رسائل متعددة للفصائل الفلسطينية والجهاد الإسلامي ، في مقدمتها رسالة مفادها ( حماية المواطنين الإسرائيلين من أي هجمات فلسطينية ، والرد عليها بقوة ) ، ولتشرعن لنفسها الحق في الرد بمواصلة سياسة الاغتيالات تحت غطاء سياسي أمريكي ، باختيار المكان والزمان للرد على ما تسميه
( العنف الفلسطيني ) ، إضافة الى رسالة توجهها إلى الوساطات بأن إسرائيل لا تجبر على وقف إطلاق النار، و لا تلزمها أي اتفاق تهدئة.
ليس هذا فحسب ، بل إسرائيل تسعى إلى توريط حركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية بتسرعها بإطلاق الصواريخ على المدن الفلسطينية المحتلة عام ٤٨ ، خلال تهدئة الاحتلال العدوان من جانب واحد .
ومن اللافت ، أن حركة الجهاد الإسلامي و الفصائل الفلسطينية ، تعي جيدا هذه المرة في معركتها ” ثأر الأحرار ” بعد استخلاص العبر من المعارك الماضية ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي ، توجهات إسرائيل بإيقاف ( إطلاق النار ) من جانب واحد ، ما دفعها ( بالإشارة إلي إسرائيل ) باستمرار الاغتيالات ، باغتيال المناضل إياد الحسنى ، عضو المجلس العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، ومسئول وحدة العمليات العسكرية في سرايا القدس ، ومرافقه محمد عبد العال ، ومواصلة قصف المباني على رؤوس الآمنين من أطفال ونساء .
وأجزم البتة أن الفصائل الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي ، بدأت منذ الأمس الجمعة تناور الاحتلال الإسرائيلي بصمتها وتوقيت الرد بالحجم والكيفية من خلال التنسيق المتواصل فيما بينها ، وتوزيع الأدوار الذي فاجأ دولة الكيان الصهيوني ، و أفقد صوابها ، و أربك تقديرات أجهزتها الأمنية .
” إن حركة الجهاد الإسلامي تدير مصطلح
( التهدئة ) بحكمة وحنكة، مما يجعلها تدير معركتها مع الفصائل الفلسطينية باقتدار، وهذا يبعث على الثقة في نفوس أهالي غزة ، إذ تعاطت بكل مرونة مع المقترحات المصرية للتوصل إلى اتفاق تهدئة متزامنا ومتبادلا يؤدي إلى وقف العدوان الإسرائيلي بشكل نهائي ” .