أسواق المال والأعمال.. نصائح وأسرار

بقلم – أشرف علي
خبير أسواق المال والمعادن النفيسة
يُعد عالم المال والأعمال زاخرًا بالمفاهيم الاقتصادية والدراسات التي يجب أن يلمّ بها كل من يسعى لدخول سوق الأسهم أو يفكر بالاستثمار في البورصة، سواء كان مستثمرًا، أو رجل أعمال، أو حتى مبتدئًا يتطلع إلى فرص الربح.
-من واقع خبرتي الطويلة وتجربتي الممتدة في هذا المجال، أؤكد على أن الخطوة الأهم قبل الدخول إلى عالم البورصة هي إجراء دراسة دقيقة ومعمقة للشركات المدرجة. يجب على المستثمر أن يطّلع على تاريخ الشركة، وسجلها المالي، وأداء سهمها خلال فترات زمنية مختلفة. هل شهدت الأسهم ارتفاعًا مستمرًا؟ أم أنها تراجعت؟ وإذا كانت الأسعار قد هبطت، فهل هذا التراجع ظرفي ومؤقت، أم أنه ناتج عن مشكلات هيكلية مستمرة داخل الشركة؟
-كذلك، من الضروري فهم آلية عمل البورصة في الدولة التي يتم فيها التداول. على سبيل المثال، في الكويت، لا يمكن بيع السهم إلا إذا وُجد مشترٍ. وإن لم يتوفر، يبقى السهم في محفظتك. في مثل هذه الحالات، تتدخل شركات المقاصة لتسهيل عمليات البيع والشراء. كما أصبح من الشائع الآن استخدام التطبيقات الإلكترونية لإجراء التداولات. لكن يجب الانتباه إلى أن ما يُعرف بـ”البيع على المكشوف” (Short Selling) لا يُطبق على الأسهم كما هو الحال في أسواق الفوركس، بل يعتمد تداول الأسهم على الشراء ثم الانتظار حتى ترتفع القيمة لتحقيق الربح.
-ومن وجهة نظرنا كخبراء مهتمين بالذهب والفضة، فإننا لا نشجع الأفراد، خصوصًا غير المحترفين، على الدخول في سوق الأسهم بدون معرفة تامة، وذلك لأن الأسهم تصنف ضمن الأدوات عالية المخاطر. فالأسواق المالية تتأثر بعوامل محلية ودولية، وقد تؤدي الأزمات الاقتصادية والسياسية إلى انهيارات حقيقية في أسعار الأسهم.
-على سبيل المثال سهم شركة “لوسيد” المتخصصة في السيارات الكهربائية. قبل فترة، كان السهم يُتداول عند 25 دولارًا، أما اليوم فبلغ نحو 3 دولارات فقط. أي أن استثمار 100 دولار في أربعة أسهم، أصبح الآن لا يتجاوز 12 دولارًا، وهذه خسارة ضخمة تجسد المخاطر المرتبطة بالأسهم. ومع ذلك، فإن ما يميز هذا النوع من الاستثمار هو احتمالية تحقيق أرباح مرتفعة. فكلما زادت المخاطر، زادت معها العوائد المحتملة.
-في المقابل، يُعرف الذهب والفضة والسندات طويلة الأجل بأنها ملاذات آمنة، لأنها تحافظ على قيمة رأس المال. فعلى سبيل المثال، إذا استثمرت ألف دولار في الذهب وقيمته الحالية 3380 دولارًا للأونصة، حتى في حال تراجع السعر، فإن خسائرك المحتملة تظل محدودة نسبيًا، مقارنة بما قد تتكبده في سوق الأسهم.
-والأهم من ذلك، أن تراجع أسعار الذهب لا يُعد خسارة حقيقية، لأن الذهب بطبيعته أصل ثابت يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، ويُنظر إليه كمخزن دائم للثروة. فحتى إن هبط سعره مؤقتًا بفعل عوامل اقتصادية أو سياسية، فإنه سرعان ما يعاود الصعود مجددًا، لأن الذهب يبقى ذهباً، ثابتًا في مكانته، ويستعيد عافيته مع تقلبات الزمن والأسواق.
-في الختام، لمن يرغب في الاستثمار في الأسهم، عليه أن يدرك جيدًا حجم المخاطر، وأن يكون مستعدًا للتعامل مع التغيرات والمتغيرات الطارئة في السوق. لا بد من إدارة مالية محكمة، وفهم شامل للشركات التي ينوي الاستثمار فيها، ومعرفة دقيقة بأوضاعها المالية، ومجلس إدارتها، وأصولها، وهيكلها الإداري، وأي مشكلات داخلية قد تؤثر على استقرارها.
-نكرر نصيحتنا: الاستثمار في الذهب أكثر أمانًا لغير المحترفين، بينما يبقى الدخول إلى سوق الأسهم مغامرة حقيقية تتطلب خبرة، معرفة، وقدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب.