نتساريم.. مصيدة موت للغزيين

غزة – قصة صحفية/ رامي فرج الله –
كعادتهم، توجه الغزيون إلى مركز توزيع المساعدات بنتساريم، في وقت مبكر جدا، من أجل الحصول على شئ، يسد جوعهم.
و في مشهد يندى له الجبين، و يبكي الحجر و الشجر، مجموعة من النساء و معهن أطفالهن، ربما أن أزواجهن استشهدوا في حرب الإبادة، أو أصيبوا بإعاقات سلبتهم حق الحياة بكرامة.
و في شارع الطاقة ، جنوبي مدينة غزة، انفجارات و إطلاق نار كثيف من مسيرة إسرائيلية تسمى ( كواد كابتر)، كانت تشعل أنوارها، و تطفئها ، ثم تطلق قنابلها باتجاه المواطنين المتوجهين إلى مركز التوزيع بنتساريم.
كنت على مقربة من الأحداث، الشهداء يسقطون تلو الآخر، و صراخ المصابين في المكان يتعالى، و ينادون:” أسعفونا، أسعفونا”، ” إسعاف، إسعاف”.
كان المكان أشبه بالجحيم، و كأن أبوابه قد فتحت على الفلسطينيين، رأيت المواطنين يتقدمون، فتقدمت مثلهم تحت أزيز الرصاص، و أصوات القنابل، رأيت بأم عيني أشلاء متناثرة، و دماء، اقتربت أكثر من وادي غزة، فإذا الكواد كابتر أخذت وضع الاستعداد لإطلاق نيرانها، فاستلقيت على الأرض، فيما آخرون فروا هنا و هناك، أصيب عددا لا بأس به، سقطوا في أحراش الوادي، و صراخهم يتعالى، لكن لا أحد يجيبهم، لأن الكل مشغول بتوفير لقمة العيش .
“إنه يوم عصيب، يواجه الفلسطينيون في غزة خطر الموت، لتوفير لقمة العيش المغمسة بالدماء”.