حظر السفر.. ما تأثير قرار ترامب على المونديل والألمبياد؟

يثير قرار الرئيس الأمريكي ترامب بحظر دخول مواطني عدة دول إلى بلاده تساؤلات حول تأثير ذلك على مونديال 2026 وألمبياد 2028 المقامين في الولايات المتحدة. فهل نشهد استثناءات لمشاركين أو مشجعين في البطولتين؟

غالبًا ما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026 وأولمبياد لوس أنجلوس 2028 من بين الأحداث التي يشعر بالحماس الشديد لها خلال ولايته الثانية.

ومع ذلك، هناك حالة من عدم اليقين الكبيرة بشأن سياسات التأشيرات للزوار الأجانب الذين يخططون للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور أكبر حدثين رياضيين. وأدى حظر السفر الأخير الذي فرضه ترامب على مواطني 12 دولة إلى إثارة تساؤلات جديدة حول تأثير ذلك على كأس العالم والألعاب الأولمبية الصيفية، اللذين يعتمدان على انفتاح الدول المستضيفة على العالم. وفيما يلي نظرة على التأثيرات المحتملة لحظر السفر على هذه الأحداث.

ما هي سياسة حظر السفر؟

اعتبارًا من التاسع من حزيران/يونيو 2025، سيتم منع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة. وهذه الدول هي ليبيا والصومال والسودان واليمن وإريتريا وأفغانستان وإيران وميانمار وتشاد والكونغو وغينيا الاستوائية وهايتي. وسوف يتم تطبيق قيود أكثر صرامة على الزوار من سبع دول أخرى، وهي: بوروندي وكوبا ولاوس وسيراليون وتوجو وتركمانستان وفنزويلا. وقال ترامب إن بعض الدول تقوم بعمليات فحص وتدقيق “غير كافية” أو رفضت تاريخيًا إعادة مواطنيها.

كيف يؤثر هذا على كأس العالم والأولمبياد؟

إيران، إحدى القوى الكروية في آسيا، هي الدولة الوحيدة المستهدفة التي تأهلت حتى الآن للمونديال، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال عام من الآن. ولا تزال منتخبات كوبا وهايتي والسودان في المنافسة على التأهل للمونديال. وسيراليون قد تبقى في المنافسة من خلال عدة مباريات فاصلة.  بينما بوروندي وغينيا الاستوائية وليبيا فرصها ضعيفة جدًا في التأهل.

ولكن ينبغي أن تكون كل تلك الدول قادرة على إرسال منتخبات لكأس العالم إذا تأهلت لأن السياسة الجديدة تتيح استثناءات لـ “أي رياضي أو عضو في فريق رياضي، بما في ذلك المدربون، والأشخاص الذين يؤدون دور الدعم الضروري، والأقارب المباشرون والمسافرون من أجل كأس العالم، أو الأولمبياد، أو أي حدث رياضي كبير آخر تحدده وزارة الخارجية”.

وما يقرب من 200 دولة يمكنها إرسال رياضييها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية، بما في ذلك الدول المستهدفة بأحدث قيود السفر. وينبغي أن تنطبق الاستثناءات عليهم أيضًا إذا استمر الحظر بصيغته الحالية.

ماذا عن المشجعين؟

وحظر السفر لم يذكر أي استثناءات للجماهير من الدول المستهدفة التي تتمنى السفر إلى أمريكا لحضور كأس العالم أو الأولمبياد. وحتى قبل فرض حظر السفر، فإن جماهير المنتخب الإيراني التي تعيش في تلك الدولة تواجه مشاكل بالفعل للحصول على تأشيرة السفر لكأس العالم. ومع ذلك، فإن مشجعي المنتخبات الوطنية غالبًا ما يختلفون عن مشجعي الأندية الذين يسافرون للخارج لحضور مباريات في مسابقات دولية مثل دوري أبطال أوروبا.

بالنسبة للعديد من الدول، غالبًا ما يكون المشجعون الذين يسافرون إلى كأس العالم، وهي خطة سفر مكلفة مع ارتفاع أسعار الطيران والفنادق، من الشتات، وأغنى ماديًا، وقد يمتلكون خيارات مختلفة بشأن جوازات السفر. من يزور كأس العالم عادة ما يكون من أصحاب الإنفاق العالي ومخاطره الأمنية أقل عند تخطيط الدولة المضيفة للأمن. أما زوار الأولمبياد غالبًا ما يكونون من أصحاب الإنفاق العالي أكثر، رغم أن عدد السياح خلال الألعاب الصيفية يكون أقل بكثير من كأس العالم، وخاصة من معظم الدول الـ19 التي تستهدفها قيود السفر حاليًا.

كيف تعمل أمريكا مع مسؤولي فيفا والأولمبياد؟

وبنى جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) علاقات وثيقة علنًا مع ترامب منذ عام 2018، اعتبرها البعض “وثيقة أكثر من اللازم”. وقد أشار إلى ضرورة ضمان سير عمل الفيفا بسلاسة في بطولة ستدر على الاتحاد أغلب عائداته المتوقعة البالغة 13 مليار دولار بين 2023 و2026. وجلس إنفانتينو بجوار ترامب في اجتماع فريق العمل بالبيت الأبيض في 6 مايو/أيار الماضي، والذي شمل بشكل بارز وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم. وكان أبرز مندوب لفيفا في فريق العمل هو كارلوس كوردييرو، حليف إنفانتينو وشريك سابق في “غولدمان ساكس”، والذي انتهت فترة رئاسته لاتحاد كرة القدم الأمريكي التي استمرت عامين بخلافات في 2020.

وأي مشاكل تتعلق بالتأشيرات والأمن يواجهها فيفا- بما في ذلك في كأس العالم للأندية التي ستنطلق الأسبوع المقبل في ميامي بمشاركة 32 فريقًا- يمكن أن تساعد منظمي أولمبياد لوس أنجلوس على تحسين خططهم. وقال كيسي واسرمان رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد 2028 يوم الخميس في لوس أنجلوس: “كان من الواضح للغاية أن الأولمبياد تتطلب اعتبارات خاصة، وأنا في الواقع أود أن أشكر الحكومة الفيدرالية على إدراكها ذلك”. وأضاف: “كان من الواضح أن الحكومة الفيدرالية تدرك أن هذه بيئة ستقوم بتلبية احتياجاتها وتوفيرها”، وتابع: “لدينا ثقة كبيرة بأن هذا الأمر سيستمر. لقد كان الأمر كذلك حتى الآن وسيكون بالتأكيد كذلك في المستقبل خلال الألعاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى