كاتبه إسرائيلية تؤكد انعدام الهدف والجدوى من الحرب في غزة

بقلم: الكاتبة الاسرائيلية رفيت هيخت

المصدر: هآرتس

شركاء زعيم حزب الديمقراطيين يئير غولان في الكتلة يعتبرون أقواله اللاذعة والشجاعة أول أمس الثلاثاء بشأن انعدام الهدف والجدوى من الحرب في غزة كنوع من الاضرار بالكتلة، مع إمكانية تخريب جوهرية في محاولة لاستبدال نتنياهو. الجميع وقفوا في الدور للادانة، بعضهم بصراخ هستيري عال (بني غانتس)، وآخرون بصورة اكثر انضباطا وتضامنا (يئير لبيد). وقد اضيفت الى هؤلاء الكرزة، الرئيس اسحق هرتسوغ، الذي مرة أخرى تأخر في قراءة الواقع. وعندما سيفهم هرتسوغ هذا الواقع في نهاية المطاف فان إسرائيل ستكون مستعبدة لحلم ارض إسرائيل الكاملة على ظهر ودماء الكثير من الأشخاص وستغرق في العقوبات، يبدو أن تفويت الفرصة في هذا الموقف من جانب من يعارضون نتنياهو يتحدث عن نفسه، لكن ربما ينبغي تسجيله رغم ذلك: حتى اليمينيين في الكتلة، الذين يشعرون بجرح عميق من السخرية الحادة التي تنطوي عليها كلمة “هواية”، والذين يعتقدون ان القتل الجماعي والتجويع هي إجراءات ضرورية وبحق، يعرفون أن تصريحات تسفي سوكوت أو عميحاي الياهو أو نسيم فاتوري – قائمة جزئية جدا – سببت لإسرائيل اضرار اكبر واكثر جوهرية من تصريحات غولان، في معارضة حية فان تصريحات غولان كان يمكن أن تشكل دعوة للتحدي، حتى لو كان ذلك سبيل الجدال حول المسار المنحني والمهزوم والمندثر لسفك الدماء والجنون للصهيونية الدينية التي أصبحت مستعدة لتقديم تضحية بشرية من اجل وهم ارض إسرائيل، الذي لا يشمل الضفة الغربية وغزة فقط، بل يشمل أيضا صحراء سيناء وأرز لبنان. تحد لسير الزومبيين في طريق المتحايل الذي يهرب من عقوبته التاريخية من اجل إيصال اسرائيل والشعب اليهودي الى احدى افظع الكوارث التي تعرضوا لها.

لكن الفشل الجوهري يتضاءل امام الفشل الاستراتيجي، في المنافسة حول من سيكون اول المُدينين، وخوفا من التعبير عن أي دعم للمعارضة الجوهرية لغولان فان رؤساء الكتلة يؤدون دورهم في عملية تحويل غولان الى عباس التي يقودها نتنياهو حتى قبل أن يبدأ غولان. محاولة دفع غولان الى خارج جدار الشرعية وتوجيه احباط الجمهور اليه من الفشل الحالي في قطاع غزة، الذي لا يؤدي الى تحرير المخطوفين أو تدمير حماس، هو مناورة مكشوفة جدا وكلاسيكية لنتنياهو. يسأس سؤال كيف ان الأشخاص الذين لدغوا جدا عدة مرات منه وبنفس الطريق يواصلون في التضحية بأجسادهم من اجل هذا الهدف، بدلا من الرد بطريقة مختلفة من اجل التغيير (مثلا اقتراح “كلمة هواية غير ناجحة، لكن يئير غولان على حق في جوهر أقواله: الحرب لا تخدم أي شيء باستثناء أوهام جمهور معين على ظهر المخطوفين الذين لم يختاروا أن يكونوا ضحايا بشرية، وكذلك بقاء نتنياهو – الذي من البداية قاد إسرائيل الى كارثتها الأكبر”)، بصورة شخصية من المؤكد ان غولان سيستفيد من تصريحاته على المستوى الشخصي أو على مستوى مجاله. في خطابه حول هذه العمليات في 2016 كسب غولان قيادة المعسكر الليبرالي في إسرائيل بدون ان يعرف أي حزب عن ذلك، والامر استغرق بضع سنوات حتى تتلاءم الحقيقة مع أقواله. الالتقاء بين الواقع واقواله الحالية يحدث الآن. إسرائيل على بعد خطوة من فرض عقوبات دولية غير مسبوقة عليها بسبب ما يحدث في غزة، وهي اقرب من أي وقت مضى الى فقد دعم الصديقة الأكبر بعد ان نجح نتنياهو، من خلال اكاذيبه وحيله، في الدخول الى صراع مع الادارتين، الديمقراطية والجمهورية.

خلافا لشركائه في الكتلة الذين يظهرون كمن ينتظرون قرب الفاكس لنتائج الانتخابات في العالم غير القائم بعد، فان غولان يظهر ويسمع وكأن له صلة بالواقع. في عصر مليء بالكثير من المعاناة للناس من كل الاطياف فانه لا توجد قوة أو صبر للجبناء والمتملصين ومن يجرون الحسابات على انواعها، هم يعتبرون جبناء، اشخاص من كل الاطياف، يبحثون عمن يقول الحقيقة غير المصفاة، وحتى الصارخة، التي يشخصون فيها تجسيد للقيادة، التعبير الأقوى على هذه المشاعر في اليمين هو تالي غوتلب، التي عند ظهورها اعتبرت حتى من قبل اليمين غريبة وغير مدروسة، ومع مرور الوقت أصبحت واحدة من اكثر أعضاء الكنيست شعبية في جمهور الليكود، حتى عندما كانت الوحيدة التي لم تخجل من التحدث ضد نتنياهو (“أنا لست في حكومة رحبعام”). مقطع غوتلب – وبدرجة كبيرة أيضا مقطع غولان، عفوا على المقارنة – هو الذي يقول ما يخطر ببالهم بدون استخدام آلية كاملة للتركيب، الفلترة والخصي، آلية جوهرها يبث الخوف والجبن. في الواقع الحالي لا توجد طريقة أخرى للرد على سياسة الحكومة وعلى فظائعها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى