كيف سقط طاووس الملائكة؟

 

بقلم عبده الشامي

كان إبليس فيلسوفًا وعالمًا ومجادلًا وكان يبهر الملائكة بعلمه وفلسفته حتى لقد سموه طاووس العابدين لفرط زهوه بعلمه وعبادته .. وقد ظل سبعين ألف سنة يعبد ويتفلسف ويجادل .. والملائكة يتحلقون حوله يستمعون ويعجبون ..

ولكن الله كان يعلم أن هذا المخلوق المختال المزهو المتكبر الذى يحاضر في المعرفة الإلهية هو أقل مخلوقاته معرفة به وأن كلامه لا يدل على قلبه .. وإنما سيد الأدلة على المعرفة وعدمها هو السلوك عند الأمر والنهي ..عندما يتصادم الأمر مع الطبع والهوى ويجد المخلوق نفسه أمام الإختيار الصعب ..

وهذا ما حدث حينما جاء أمر الله لإبليس بالسجود فشق ذلك على كبريائه واستعلائه وزهوه وساعتها نسي ماكان يحاضر فيه منذ لحظات .. نسي مقام ربه العظيم وجلاله وعظمته ولم يذكر إلا أنه مأمور بالسجود ولمن ؟! .. لبشر من طين وهو المخلوق من نار فرد الأمر على الامر وجادل ربه .. كأنه رب مثله ..

(( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))

(( قال أأسجد لمن خلقت طينا ))

وسقط إبليس مع أجهل الجاهلين فما عرف إبليس ربه حين جادله وحين رد الأمر عليه .. ولم تغنِ النظريات التي كان يدبجها ولا الحذلقات التي كان يبهر بها الملائكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى