استقال الوزيران في مجلس الحرب الصهيوني بيني غانتس وغادي آيزنكوت، من حكومة الطوارئ برئاسة – مجرم الحرب – بنيامين نتنياهو، وأعلن قائد فرقة غزة العميد أفي روزنفيلد استقالته من منصبه بسبب فشله في “مهمة حماية منطقة غلاف غزة” خلال معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وانتحر جندي صهيوني بعد تلقيه أمرًا بالعودة إلى الخدمة العسكرية في قطاع غزة، وكان 10 ضباط إسرائيليين قد انتحروا قبل ذلك، وأظهر استطلاع داخلي في الجيش الصهيوني أنّ أغلبية الضباط لا يرغبون في مواصلة الخدمة بعد انتهاء حرب غزة، وثمة المزيد من المستجدات المتلاحقة والتي تشير كلها إلى أنّ الكيان الصهيوني بات يندفع – بالسرعة القصوى – إلى لحظة السقوط النهائي.
سبق وأن استشعرت :، مؤشرات الإفلاس والتفكك الذي يواجهه الكيان الصهيوني، حين حذرت جمهورها من أن العد التنازلي لزوال “إسرائيل” قد بدأ”، إذا لم تتحرك السلطات السياسية، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها – قبل أيام – إنّ “إسرائيل” تمارس الوحشية حالياً، ما سيجعل انهيارها مسألة وقت إذا لم يكن هناك تحرك لإيقافها.
جاء هذا في تعليق الصحيفة على مشاهد مسيرة الأعلام في شوارع القدس، الأربعاء 5 جوان، إذ وصفتها بأنها كانت “قبيحة وعنيفة”، ورصدت تحذير الفيلسوف، يشعياهو ليبوفيتش، من أن “الفخر الوطني والنشوة التي أعقبت حرب الأيام الستة (حرب جوان 1967) مؤقتة، وستقودنا من القومية الفخورة الصاعدة إلى القومية المتطرفة والمسيانية المتطرفة، ثم ستكون المرحلة الثالثة هي الوحشية والمرحلة الأخيرة ستكون نهاية الصهيونية”.
كما حذر الصحفي نير حسون من صحيفة هآرتس، “من أن الوحشية لدى الكيان بلغت ذروتها”، وكان حسون قد تعرض لاعتداء من عصابة من المراهقين ألقوه على الأرض وركلوه. وقال: “كانت الروح العامة هي روح الانتقام؛ كان الرمز الرئيسي على قمصان المتظاهرين هو القبضة الكاهانية، وكان الهتاف الشعبي عبارة عن أغنية انتقامية دموية، إلى جانب هتافات “الموت للعرب” و”لتحترق قريتهم”. وكان الوزير الأكثر شعبية هو إيتمار بن غفير، وكان الجو العام مخيفاً”.
ولم يكن حسون الشخص الوحيد الذي تعرض للاعتداء، فقد هدد المتظاهرون وشتموا ودفعوا وهاجموا المارة الفلسطينيين وأي شخص تعرفوا عليه كصحفي أو حاول تصويرهم، والسبب وراء مهاجمتهم للصحفيين (الإسرائيليين) هو أنهم لم يجدوا الكثير من “الضحايا الفلسطينيين” للاعتداء عليهم، “إذ كانت الأسر الفلسطينية داخل منازلها”، وفق تعبير الصحيفة.
وتعزو الصحيفة سبب غياب حركة الفلسطينيين في القدس، “لأنهم أدركوا بالفعل أنه عندما يحتفل اليهود بيوم القدس، فمن الأفضل إخلاء الساحة لهم”، وترى الصحيفة أن “الوحشية” لم تعد مقتصرة على الهوامش أو المستوطنات والبؤر الاستيطانية؛ “بل انتشرت في كل اتجاه؛ والأمر المرعب أنها اخترقت حتى المؤسسة العسكرية والكنيست والحكومة”.
وأفادت الصحيفة، أن وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست انضموا إلى آلاف المتظاهرين، بل ورقص بعضهم على أنغام أغنية انتقام الدموية، وهو دعاء شمشون الذي جاء في التوراة للانتقام من الفلسطينيين.
ووفق الصحيفة، فقد “شارك في المسيرة الوزراء بتسلئيل سموتريتش وميري ريجيف، وكذلك أعضاء الكنيست تسفي سوكوت، سيمشا روثمان وألموغ كوهين، وبالطبع ملك الكاهانيين بن غفير، الذي استغل الفرصة لتهديد الوضع الراهن في الحرم الشريف (المعروف لدى اليهود بجبل الهيكل) وإثارة حرب دينية”.
وحذرت الصحيفة من أنه “إذا لم يتحرك المركز السياسي لدى الكيان لإعادة المتطرفين إلى هامش المجتمع، والقضاء على الكاهانيين ووقف النمو الخبيث للاحتلال من الجسم السياسي، فإن سقوط “إسرائيل” النهائي لن يكون سوى مسألة وقت”، وقالت إن “العد التنازلي للانهيار قد بدأ”.
أنا لست غاضبا من نتنياهو.. بل أحتقره
لكن المركز السياسي الذي تتحدث عنه الصحيفة مشكّل من نخبة المجرمين في الكيان، أما مسيرة الأعلام تلك، التي حاول من خلالها قطعان من الصهاينة إظهار قوتهم، لم تكن سوى مشهد غوغائي هزيل يخفي حقيقة الجانب الآخر من الكيان الذي يغرق في الظلمة واليأس والتفكك واحتقار الذات والخوف من المستقبل والغضب من رموز السلطة الصهيونية التي يمثلها – مجرم الحرب – نتنياهو.
ففي مشهد آخر، صبت العائلات الإسرائيلية التي قُتل أبناؤها سواء خلال معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، أو في القصف الصهيوني اللاحق على قطاع غزة، جام غضبها على نتنياهو، لاجتماعه مع الأسرى الذين تمت استعادتهم – يوم السبت 8 جوان – من مخيم النصيرات متجاهلا العائلات الأخرى.
وكان أول من انتقد تصرف نتنياهو زعيم المعارضة يائير لبيد، فقد نقلت عنه قناة “كان” الإسرائيلية قوله “عندما تكون رئيسا للوزراء، فأنت رئيس وزراء النجاحات والهزائم”، وأضاف لبيد “أن تكون رئيسا للوزراء فقط عندما تسير الأمور على ما يرام، وتختفي عندما لا تسير الأمور كما تريد، فإن هذا أمر مثير للشفقة”.
وكان نتنياهو قد اجتمع مع أسرى النصيرات وذويهم في المستشفى – يوم السبت – والتقط صورا معهم. وقال الوزير السابق يزهار شاي الذي قُتل ابنه في معارك غزة “أنا أحد هؤلاء الآباء الثكالى الذين لم يكلف رئيس الوزراء نفسه عناء الاتصال بهم”، مضيفا “أنا لست غاضبا منه، بل أحتقره”.
وفي السياق، قال والد جندي إسرائيلي لدى سؤاله عن رأيه في نتنياهو، “أنا أحتقره، إنه شخص خسيس”، وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية؛ إن النشوة الآنية لدى الكيان بعد استعادة المحتجزين الأربعة، لم تدم طويلا، ففي “غضون ساعات، تسارعت التطورات إذ أعلن الوزيران في مجلس الحرب الصهيوني بيني غانتس وغادي آيزنكوت، مساء الأحد 9 جوان، انسحابهما من حكومة الطوارئ التي شكلها نتنياهو في أعقاب الحرب”.
ودعا غانتس وآيزنكوت إلى إجراء انتخابات مبكرة “في أسرع وقت ممكن”، في أحدث تداعيات حرب الإبادة المتواصلة على قطاع غزة، وقال غانتس – رئيس الأركان الأسبق (2011-2015) والمرشح الأبرز لتشكيل الحكومة الصهيونية المقبلة – خلال مؤتمر صحفي: “بقلب مثقل، أعلن رسميا انسحابي من حكومة الطوارئ”.
وبعد مرور 8 أشهر على الحرب الصهيونية، وبعد خلافات متكررة مع نتنياهو والأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحاكم الصهيوني، أعلن غانتس استقالته بعد 3 أسابيع من منحه نتنياهو مهلة من أجل التوصل إلى إستراتيجية واضحة لما بعد الحرب في غزة.
وباستقالة غانتس، سوف تفقد حكومة الطوارئ الصهيونية أحد أعضائها القلائل الذين لا يزالون يحظون بثقة الإدارة الأمريكية، التي أصبح خلافها مع نتنياهو أمرا جليا مع استمرار الحرب.
وأكّد دبلوماسي غربي، يوم الاثنين 10 جوان، أنّ جميع دول الغرب الداعمة للكيان بدأت تُدرك أنّ الاستمرار بدعمها، بعد استقالة الوزيرين في “كابينت الحرب” الصهيوني، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، “بات أصعب”، بحسب ما نقلت عنه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية.
وأضاف الدبلوماسي: “لم يبقَ في دائرة صُنع القرار من نرى أنّه شريك سوى وزير الأمن، يوآف غالانت”، مشيراً إلى أنّ جميع حكومات الدول الكبرى في الغرب “لا تُقيم علاقات مع وزراء اليمين الصهيوني”. وأقرّ الوزير المستقيل من “كابينت الحرب” بالفشل في قضية إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، مؤكّداً أنّ “النصر الحقيقي هو الذي يضع إعادة الأسرى قبل الاعتبارات السياسية”.
وإلى جانب غانتس، أكّد الوزير المستقيل أيضاً، غادي آيزنكوت، أنّ “الكابينت يمتنع منذ فترة طويلة عن اتخاذ القرارات المطلوبة من أجل تحصيل أهداف الحرب”. وأضاف آيزنكوت أنّ القرارات التي تتخذها الحكومة ورئيسها “غير نابعة من الاعتبارات التي تُراعي المصلحة الصهيونية”.
«إسرائيل» تتجه نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد
وبالمقابل، ذكرت شبكة «إن بي سي»أن إدارة الرئيس جو بايدن ناقشت إمكانية التفاوض مع حماس بوساطة قطرية لإطلاق سراح 5 محتجزين أمريكيين إذا فشلت محادثات وقف إطلاق النار الحالية، وسط نفي صهيوني لمعرفته بالأمر.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مسؤولين مطلعين قولهم إن التفاوض على اتفاق بين إدارة بايدن وحركة حماس يعد خيارا ممكنا إذا فشل المقترح الحالي الذي قدمه الرئيس في 31 ماي الماضي.
وأضافت نقلا عن المسؤولين أن إدارة بايدن تأمل أيضا باستعادة رفات 3 مواطنين يُعتقد أنهم قُتلوا في هجوم السابع من أكتوبر الماضي، ونقلت جثثهم بعد ذلك إلى غزة، أو ماتوا خلال الأسر. ولم يذكر المسؤولون للشبكة ما قد ستقدمه الولايات المتحدة لحركة حماس مقابل إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين.
لكن المسؤولين قالوا إن حماس قد يكون لديها حافز لعقد صفقة أحادية مع الولايات المتحدة لأن القيام بذلك من المرجح أن يزيد من توتر العلاقات بين واشنطن والكيان ويضع ضغوطا داخلية إضافية على نتنياهو، على حد قولهم.
كما أفاد المسؤولون بأنّ الإدارة الأمريكية ناقشت ما إذا كان قيام الولايات المتحدة بإبرام صفقة أحادية مع حماس قد يضغط على نتنياهو للموافقة على اقتراح وقف إطلاق النار الحالي. ومن جانبها، نقلت هيئة البث عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم لا يعلمون أن إدارة بايدن تبحث التفاوض مع حماس للإفراج عن محتجزين أمريكيين.
وفي خضم هذه الأحداث المتلاحقة أفادت وسائل إعلام الكيان بانتحار جندي بعد تلقيه أمرا بالعودة للخدمة العسكرية في قطاع غزة، وقبل ذلك كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن 10 ضباط وجنود للاحتلال انتحروا منذ السابع من أكتوبر الماضي، عدد منهم انتحر خلال المعارك في مستوطنات غلاف غزة، كما أعلنت كتائب عز الدين القسام أنها أنقذت أسيرا إسرائيليا من محاولة انتحار بمكان أسره في قطاع غزة.
ومنتصف شهر مارس الماضي أقر الجيش الصهيوني بأنه يواجه المشكلة الكبرى في الصحة النفسية منذ عام 1973، وذلك على خلفية الحرب التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة مع جيش الاحتلال منذ طوفان الأقصى.
والشهر الماضي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن استطلاعا داخليا في الجيش الصهيوني أظهر أن 42% فقط من الضباط في الخدمة العسكرية الدائمة يريدون الاستمرار في الخدمة بعد انتهاء الحرب على غزة مقابل نسبة 49% سُجلت أوت العام الماضي.
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير من “إسرائيل” أن قوات الاحتياط بالجيش تعاني من نقص حاد في الجنود مع دخول الحرب شهرها التاسع، وبدأ الجيش الصهيوني البحث عن متطوعين للقتال بغزة.
وأقر الجيش الصهيوني بأن عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي وصل إلى 3763، منهم 1902 أصيبوا منذ بداية المعارك البرية يوم 27 من الشهر ذاته.
كما أن عدد قتلى جيش الاحتلال بلغ 646 جنديا وضابطا منذ بداية الحرب بينهم 294 قتلوا بالمعارك البرية في قطاع غزة، غير أن مستشفيات ووسائل إعلام إسرائيلية أكدت أن العدد الفعلي لقتلى ومصابي الجيش أكبر مما يعلن عنه.
وأعرب محلل عسكري إسرائيلي، عن اعتقاده بأن “إسرائيل” متجهة نحو “فشل ذريع متعدد الأبعاد”، وأنها على المستوى الاستراتيجي “عالقة في جميع الجبهات: غزة ولبنان ودوليا”. وقال المحلل بصحيفة “هآرتس” عاموس هارئيل، في تحليل نشره الجمعة يوم الجمعة 7 جوان: إنه “مع دخول الحرب على غزة شهرها التاسع فإنه من الصعب الإعلان عن وجود أخبار جيدة في الأفق”.
وأكمل قائلا: “سلسلة من المناقشات أجريت في الأسابيع القليلة الماضية مع شخصيات رفيعة المستوى في مؤسسة الدفاع تشير بشكل متزايد إلى أن “إسرائيل” تتجه نحو فشل ذريع متعدد الأبعاد”. وأضاف: “استراتيجيا، نحن عالقون في جميع الجبهات، أكبرها وأهمها جبهة حزب الله في لبنان المهددة بالتحول إلى حريق هائل، إذا حدثت، ستلقي بظلالها على كل ما حدث قبلها”.
ومنذ 8 أكتوبر تشهد الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي من جهة و”حزب الله” وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، ما خلّف قتلى وجرحى على طرفي الحدود.
وقال هارئيل: “كما هو الحال في غزة، فإن “إسرائيل” لا تنجح في ترجمة التراكم الكبير من الإنجازات التكتيكية إلى نصر استراتيجي”. وأوضح أن “النشاط العسكري في قطاع غزة الذي يتركز الآن في رفح ومخيمات اللاجئين في الوسط، يفرض ثمناً باهظاً على حماس، لكنه لا يحقق النصر في الحرب في المستقبل المنظور”.
ووصف الوضع في غزة بـ”الأكثر تعقيدا”، مرجعا ذلك لـ”أسباب ليس أقلها اعتقاد حماس أن الوقت في صالحها وأن عملية الجيش الصهيوني على الأرض أصبحت متشابكة”. وأضاف حول ذلك: “على الأرض في غزة، فإن حماس لا تنكسر، لقد تدهورت بالفعل العديد من قدراتها العسكرية، مثل المقاتلين المسلحين وأنظمة القيادة والصواريخ، ولكن تم استبدالها بتشكيلات أصغر وأكثر مرونة تركز على البقاء ومحاولة إلحاق خسائر بالقوات الصهيونية”.
وحول صفقة تبادل أسرى، قال: “يبدو أن المحادثات حول صفقة الرهائن مع حماس دخلت أزمة جديدة، بعد أن بدا للحظة أن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يخرجنا من المستنقع”. وأعرب عن اعتقاده بأنه “في ظل الظروف، يبدو أن الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله هو السعي قدر الإمكان إلى صفقة الرهائن، حتى على حساب وقف الحرب”.
وأشار إلى أنه “قبل شهرين أو ثلاثة أشهر، عندما كان وضع “إسرائيل” في الحرب أفضل، ضاعت فرصة التوصل إلى اتفاق بسبب إصرار نتنياهو على تجنب اتخاذ قرار”. في السياق، حذر هارئيل من “من تبعات الحرب مع حزب الله في لبنان”، وقال: “يبدو أن الجمهور لم يدرك بعد الفرق من حيث الضرر الذي يمكن أن تسببه صواريخ حزب الله مقارنة بصواريخ حماس”.
وأضاف: “عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس في اليوم الأول من الحرب كان 5 آلاف، وهو عدد من الممكن أن يكرره حزب الله كل يوم لمدة شهر؛ والعديد من هذه الصواريخ أثقل، ولها مدى أطول وأكثر دقة أيضًا”. وتابع: “قد تكون تقديرات عشرات الآلاف من الضحايا في العمق (الإسرائيلي) جراء الحرب مع حزب الله مبالغاً فيها، ولكن على أية حال، فإن مستوطنات الشمال والوسط ستواجه تهديداً على نطاق وكثافة لم يسبق لهما مثيل في الماضي”.
ورجح هارئيل أن “تجد “إسرائيل” نفسها في حرب بلا شرعية دولية التي تلاشت بعد 7 أكتوبر عندما اتضحت أبعاد الدمار والقتل في غزة، وبدون دعم أمريكي قوي وفي ظل جيش منهك يكافح من أجل الحفاظ على إمدادات منتظمة من الذخائر وقطع الغيار”. وأضاف: “إن ظلال محكمة الجنايات الدولية في لاهاي تلوح بالفعل في أفق الأحداث، وفي بعض المناقشات الأخيرة التي أجرتها الحكومة ومؤسسة الدفاع، ذهل المشاركون عندما اكتشفوا أن أوامر الاعتقال الدولية يمكن أيضاً إصدارها سراً”.
وفي بداية شهر جوان الجاري قالت صحف إسرائيلية إن جندي احتياط ألقى قنبلة بدائية الصنع أمام منشأة لوزارة الدفاع شرق تل أبيب، وهذا ما أدى إلى وقوع انفجار بدون تسجيل إصابات.
وذكرت الصحيفة أن جندي الاحتياط (48 عاما) ألقى القنبلة في موقف سيارات تابع للمنشأة التي تقع داخل قاعدة تل هشومير، ولاذ بالفرار، لكن السلطات لاحقته وتمكنت من إلقاء القبض عليه.
وأوضحت الصحيفة أن الجندي “يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وسبق اتهامه بارتكاب حوادث عنف خطيرة ضد العاملين في قسم إعادة التأهيل، ومنها التهديد بقتل عاملين في القسم”. وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قد ذكرت أن قرابة 10 آلاف جندي أصيبوا بأعراض نفسية منذ بداية الحرب في غزة.