عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة والفيتو الأمريكي

كتبت / نوراخلف

في مقال لمحلل الشؤون السياسية نشره في موقع “جلوبال تايمز” كتب “يي شين”
تحت عنوان( عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة أمر ضروري لتحقيق السلام الداءم في الشرق الأوسط )
يبدأ الكاتب مقاله بالإشارة لما حدث في شهر أبريل الماضي حين رفض مجلس الامن التابع للأمم المتحدة طلب فلسطين للحصول علي العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مع استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو” وهذا ليس بالمفاجاءة حيث إن استخدام حق النقض كان متوقعا قبل التصويت، مما أدي لتحطيم حلم الفلسطينين الذي طال انتظاره في ان يصبحوا دولة مستقلة تحدي باعتراف الأمم المتحدة.
ويؤكد المحلل السياسي”شين علي ان ماتم كان المحاولة الفلسطينية الثانية للحصول علي العضوية الكاملة التي تأتي في الوقت الذي وضع فيه القتال بغزةالصراع الاسرائيلي المستمر منذ 75 عاما في مركز الاهتمام.
يضيف ” أن من المخيب للامال ان هذا القرار الذي حظي بتأييد واسع النطاق حيث صوت لصالحه12 عضوا من أصل 15 عضوا بالمجلس قد تم عرقلته مرة اخري من قبل دولة واحدة، حيث ترتكز معارضة واشنطن بشكل رئيسي علي سببين أولا،كما تقول ان إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن يتم من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، وليس في الأمم المتحدة.
ثانيا ، تدعي ان العضوية الفلسطينية الكاملة لن تساعد في التوصل لحل الدولتين، لكن مثل هذه الحجج لاتصمد لعدة أسباب:
اولا،هناك ضرورة أخلاقية قوية للاعتراف بالدولة الفلسطينية،والأمم المتحدة هي علي وجه التحديد المكان الذي ينبغي أن تتمتع فيه فلسطين بنفس الوضع الذي تتمتع به إسرائيل.
علاوة علي ذلك ينبغي أن يتمتع الشعب الفلسطيني بنفس الحقوق التي يتمتع بها الشعب الاسرائيلي ففي عام 1947 تم انشاء دولة إسرائيل من خلال قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار “181”
وفي عام 1974, اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا آخر هو القرار “3236”الذي أعاد التأكيد علي حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال الوطني والسيادة الوطنية.
يضيف محلل الشؤون السياسية “يي شين” اليوم تحظي فلسطين علي الرغم من كونها دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة،بالاعتراف بها كدولة ذات سيادة من قبل أغلبية المجتمع الدولي ومؤخرا اعترفت النرويج.. اسبانيا وايرلندا بالدولة الفلسطينية،ليصل العدد الإجمالي الي ما يقرب من 150 دولة ، وهو ما يعكس إجماعا دوليا واسع النطاق.ولايؤدي الصراع المحتدم في غزة الا الي إضفاء أهمية والحاج جديدين علي الوضع القانوني لفلسطين فلفترة طويلة جدا ادعت الحكومات المتعاقبة في بعض البلدان انها تدعم حق الدولتين، إلا أن هذا الادعاء يظل فارغا، بينما يظل البعض يجادل بأن هذا ليس الوقت المناسب للاعتراف بالدولةالفلسطينية ،لذا علينا ان نطرح هذا السؤال( ان لم يكن الان، فمتي؟)
ثانيا، ان حصول فلسطين علي العضوية الكاملة في الأمم المتحدة من شأنه أن يعزز حل الدولتين، وليس تقويضه، كما أن الاعتراف بالحقوق الفلسطينية يشكل أهمية بالغة لأي مفاوضات مستقبلية، فلن تكون مفاوضات سلام علي قدم المساواة اذا كان هناك عدم تناسق في الوضع القانوني.
ثالثا، هناك قضية الفلسطينيين، وهي أكبر من فلسطين وإسرائيل، وعلي حد تعبير الأمين العام للامم المتحدة “انطونيو جوتيريش” فان” الفشل في إحراز تقدم نحو حل الدولتين لن يؤدي إلا الي زيادة التقلبات والمخاطر بالنسبة لمءات الملايين من الناس في جميع انحاء المنطقة، الذين سيعيشون في ظل التهديد المستمر بالعنف”.” ان مستقبل فلسطين لا يمكن فصله عن السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط.
ويخلص “شين”الي ان علي الرغم من أن الكثيرين يجادلون بأن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ليس لها نفس التأثير الملزم مثل قرارات مجلس الأمن الي ان تمرير هذا القرار مهم لانه يولد زخما قويا عبر المجتمع الدولي للضغط من أجل الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة.انها إشارة واضحة للغاية لأولئك الذين يعارضون العضوية الفلسطينية بأن الوقت قد حان لأخذ مسألة الدولة الفلسطينية علي محمل الجد، ونأمل كما قال المبعوث الفلسطيني لدي الأمم المتحدة ان يكون التصويت”استثمارا في السلام”في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى