كتب الصحفي رامي فرج الله
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين
” حماس تحاول مسابقة الزمن، و اللحاق بنفسها، من أجل البقاء كي فصيل فلسطيني “؛ بهذه الجملة التي يضمرها إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، التقى قبل أسبوع بالعاصمة القطرية الدوحة القيادي محمد دحلان، النائب بالمجلس التشريعي الفلسطيني، لبحث سبل الخروج من الأزمة التي وضعت حماس نفسها بها، و تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية ، و عودة السلطة الشرعية إلى غزة.
لقد كان اللقاء إيجابيا، تباحث هنية مع نظيره دحلان وضع حركته في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
و هنا، حث الأخير حركة حماس على الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية، و الاعتراف ببرنامجها ، و مشاركة الحركة بحكومة تكنوقراط التي دعا إليها الرئيس عباس سابقا.
كما دعا دحلان هنية إلى تغيير فكر حركته ، و الذي يحمل استقصاء الغير، علما أن حماس و فتح لا يمكن أن يقصي بعضهما بعضا، و هذا يتطلب تجديد في الخطاب الحمساوي، و تغيير في العقلية الحمساوية ، بتطويرها بما يتناسب مع لغة العالم.
إن النائب محمد دحلان لا يمكنه الخروج عن السلطة الوطنية الفلسطينية، فقد قال عقب اللقاء قبل أسبوع :” لا يطمح لأي منصب، و هو ضمن السلطة الشرعية، و لابد من عودة السلطة الفلسطينية لحكم غزة”.
و لا يمكنه أيضا أن يخرج من عباءة الرئيس أبو مازن ، حتى و لو سجل عليه قوله: ” لا حكم لعباس و لا لحماس في غزة”؛ فهذا لا يعني وجود خلافات ، بقدر الحرص على عودة السلطة الفلسطينية، و لا يعني استبعاد الرئيس عباس من الحلبة السياسية، و إنما أعتقد أن يقصد أن من يحكم غزة في إطار السلطة الشرعية حكومة التكنوقراط المزمع تشكيلها في أقرب وقت، إذ أن الرئيس له صلاحيات تختلف عن صلاحيات الحكومة.
و من الآخر:” حماس في السابق كانت خارج السرب الفلسطيني، و الإجماع الوطني، و اليوم تريد أن تكون ضمن هذا الإجماع ، و لا يتأتى ذلك إلا باستبعاد فكرها المتطرف، و إيمانها المطلق باستيعاب الكل في ظل منظمة التحرير الفلسطينية”.
