رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
عبدالمجيد الشوادفي
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد شاهين
نائب رئيس مجلس الادارة
سيد عبدالعال

أخبار عاجلة

اسرائيل تستعد لشن هجوم واسع على لبنان

LinkedIn
Twitter
Facebook

بقلم الكاتب احمد رجب 

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تقرير استخباراتي صدر عن وكالة مخابرات البنتاجون الأميركي، DIA.

التقرير يتحدث عن أن الكيان الصهيوني بدأ في اتخاذ إجراءات عسكرية كبيرة لشن هجوم واسع على لبنان، ويستهدف بالأساس حزب الله.

وتهدف زيارة بلينكن الحالية إلى الشرق الأوسط، والتي سيصل خلالها اليوم الاثنين إلى محطة الكيان الصهيوني، تهدف إلى منع توسعة الحرب في المنطقة، والبدء في ترتيب خطة سلام، تقوم على إحلال السلطة الفلسطينية محل حماس في غزة، وإحلال الجيش اللبناني محل حزب الله في جنوب لبنان، لكن يبدو أن واشنطن تواجه هذه المرة نتنياهو العنيد الذي يسعى إلى إنقاذ رأسه أولا قبل كيانه المزعوم.

وربما لا يعلم كثيرون أن حزب الله لم يبدأ العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني، لكن قوات الاحتلال هي التي بدأت في السابع من أكتوبر، وفي أعقاب عملية طوفان الأقصى، بدأت بقصف الحدود اللبنانية الجنوبية بضربات موجهة إلى مواقع حزب الله.

وذلك في إطار مخاوف الكيان الذي تلقى تقريرا من مخابراته “الموساد”، أن حزب الله عاون حماس في عمليتها، وأنه ربما تجتاح كتائب الرضوان المدربة تدريبا عاليا الحدود الشمالية لفلسطين، غير أن تقرير المخابرات الأميركية شدد على أن حماس لم تخطر حزب الله بعمليتها، ولا أي طرف آخر وخصوصا إيران.

وهو الأمر نفسه الذي أكده زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطابه الأول بعد أحداث 7 أكتوبر قائلا إن “العملية فلسطينية 100%، وتنفيذها فلسطينيا 100%”، مشددا على أن حماس لم تخبر فصائل المقاومة بالداخل، ولا حزب الله، ولا دول محور المقاومة”، على حد تعبيره.

وصعد الكيان الصهيوني عملياته في لبنان في الأسبوعين الأخيرين، وكانت أكبر ضرباته هي عملية اغتيال العاروري، وقيادات من الصف الأول لكتائب القسام، إضافة إلى قيادات من حزب الله.

وعلى عكس الرائج أن مسيرة صهيونية هي التي اغتالت العاروري، فإن معلومات حديثة أفاد بها مصدر مصري دبلوماسي تقول، إن العاروري تم اغتياله بصاروخ موجه أطلق من مقاتلة تابعة لجيش الاحتلال، وأن العاروري كان يتم رصده، وحين دلف إلى سيارته أطلق الصاروخ الذي تسبب في تفحم السيارة بمن فيها، ثم أطلق صاروخ موجه آخر على مكتب العاروري قضى على من كان فيه.

واعتبر حزب الله أن العملية موجهة لإهانته، والنيل من نفوذه في لبنان، وعده اختراقا كبيرا لنظمه الأمنية، خاصة وأن الحزب مسؤول عن تأمين قيادات المقاومة الفلسطينية التي تعمل من لبنان.

المفاجأة، والتي يشير إليها التقرير الاستخباراتي الأميركي، أن الكيان الصهيوني شن أكثر من 34 هجوما على الجيش اللبناني، والذي تموله، وتدربه الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى هجماته ضد المدنيين اللبنانيين، وهو ما اعتبره مجلس الأمن القومي الأميركي أمرا غير مقبولا في تصريح رسمي على لسان المتحدث باسمه، والذي قال إن المجلس يعتبر “الهجمات على الجيش، والمدنيين اللبنانيين أمرا غير مقبول على الإطلاق”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “حزب الله يمثل تهديدا مشروعا، ومن حق الدولة اليهودية الدفاع عن نفسها”.

واستخدمت قوات الاحتلال في هجماتها ضد الجيش والمدنيين اللبنانيين الفسفور الأبيض.

وخلال الأسبوع المنصرم أرسل الرئيس الأميريكي الغارق في الوحل بايدن مبعوثه الخاص، “عاموس هوشستين”، إلى الكيان الصهيوني، والذي التقى نتنياهو، ووزير الحرب غالانت، وعدد من القادة الصهاينة، محاولا التوصل إلى اتفاق لخفض التوتر على الحدود اللبنانية الفلسطينية، لكنه فشل في انتزاع هذا الاتفاق.

ناهيك عن أن كل من نتنياهو، وغالانت أعلنا قبل ساعات أن مستعمري الشمال سيعودون إلى مستعمراتهم.

والخطة الصهيونية بدأت بتسريح قوات الاحتلال من غزة للحصول على قسط من الراحة قبل الدفع بهم مجددا إلى الحدود الشمالية لفلسطين.

ويسعى نتنياهو وغلانت إلى بدء الهجوم الموسع على لبنان قبل البدء في إجراءات التحقيق في أحداث 7 أكتوبر من قبل اللجنة التي شكلها رئيس أركان قوات الاحتلال، وفي خطوة اعتبرها المراقبون انقلابا سياسيا على نتنياهو وغالانت، الذي علم بتشكيل اللجنة أثناء توجهه لحضور اجتماع مجلس الحرب “الكابينيت”.

وتعتمد خطة نتنياهو وغالانت على توجيه ضربات جوية، يعقبها تدخل بري مثلما حدث في غزة، لذا بدأت قوات الاحتلال في تصعيد عدوانها البربري على خان يونس، ورفح، وجنين، لمحاولة القضاء على المقاومة هناك قبل خوض الحرب في لبنان، وقال غالانت إن قواته قتلت 8 آلاف من قوات حماس، ومعظم القادة الميدانيين، وأن المقاومين يحاربون قواته بدون قاداتهم، غير أن هذا الحديث وفق مصادر المقاومة غير صحيح جملة وتفصيلا.

وسيدفع نتنياهو بقوات الاحتلال جنوبا تجاه رفح وخلف ممر صلاح الدين، “فلادلفيا”، لتأمين الحدود المصرية الفلسطينية، ومنع تسرب الأسلحة والذخائر من سيناء إلى غزة كما يعتقد كل أعضاء مجلس الحرب الصهيوني، وهو ما نفته مصر مرارا.

ويقدر التقرير الاستخباراتي الأميركي لوكالة DIA، أن فرص نتنياهو في الفوز بالمعركة ضد حزب الله تكاد تكون منعدمة، لعدة نواح، منها أن تعداد قوات الاحتلال لا يسمح بالحرب على جبهتين في آن معا، كما يفتقر جيش الاحتلال إلى صيانة طائراته التي أنهكت، وأنهك معها الطيارون، إذ تستدعي قوات الاحتلال الطيران بمجرد وجود مقاومة من الجانب الفلسطيني لأنها تخسر فعليا المواجهة مع قوات المقاومة على الأرض.

ويقول مصدر دبلوماسي مطلع لنا، إن نتنياهو يحكم على نفسه، وكيانه بالإعدام إذا ما قرر خوض حرب ضد حزب الله، ذلك لأنه لن يتمكن من استخدام سلاحه الجوي كما يريد، والأمر يعود إلى أن حزب الله حصل على مضادات للطائرات من قوات فاجنر الروسية الموجود في سوريا، إضافة إلىى قيام إيران بإمداده بمضادات للدفاع الجوي ستحدث حتما خسائر جسيمة في سلاح الجو الصهيوني.

ولا يعي نتنياهو من يواجه، فقوات كتائب الرضوان تلقت تدريبات مكثفة خلال السنوات الماضية، وجاهزيتها القاتالية عالية للغاية، وتعد من أكفأ القوات على المستوى العالمي، وإضافة إلى ذلك فإن إيران نقلت إلى الجنوباللبناني لواء الأقصى، والذي كان متواجدا في سوريا وذلك مع بداية أحداث طوفان الأقصى تحسبا لمواجهات لحزب الله مع الكيان الصهيوني.

ويقول المصدر إن حزب الله يمتلك صواريخ موجهة، ومؤثرة تقدر بنحو 160 ألف صاروخ، ومن السهل إمداد قوات الحزب بالمزيد من الذخائر والأسلحة.

ومن ثم فالكفة في حالة المواجهة لن تكون في صالح الكيان الصهيوني الذي يسعىى إلى تحقيق نصر خارجي ينقذ به هزيمته في الداخل، وفي مواجهة غزة.

ومفاجأة من العيار الثقيل، ففيما تهدف جولة بلينكن الحالية إلى التهدئة، والبحث عن خطة سلام، يشير المصدر إلى أن واشنطن تركز على ما تسميه “خطة اليوم التالي” في غزة، وجنوب لبنان.

ولهذا الهدف تجري واشنطن وفرنسا مباحثات سرية لم تتضح تفاصيلها بعد مع الحكومة اللبنانية، وتهدف هذه المباحثات إلى إحلال الجيش اللبناني الذي تموله، وتدربه واشنطن محل حزب الله في الجنوب.

كما تجري واشنطن مباحثات سرية مماثلة مع السلطة الفلسطينية تهدف إلى إحلال السلطة محل حماس في غزة، وسيطرة الشرطة الفلسطينية على الأوضاع في غزة.

وتعد الإمارات، ودولا عربية أخرى طرفا في هذه المباحثات والترتيبات التي تتعلق بإعادة صياغة الأوضاع في فلسطين، ولبنان.

أخيرا، بالفعل يبحث نتنياهو عن نصر آخر بعدما مني بالبلاء في حربه في غزة، فهو لم يحقق إعلانه القضاء على حماس، والمقاومة، والتي باتت اكثر قوة من ذي قبل، خاصة مع تشكيل القيادة الموحدة لفصائل المقاومة، ولم يسطر نصرا واحدا في قضية الأسرى الصهاينة لدى حماس والمقاومة، وباءت كل محاولاته انتزاع الأسرى بالحرب بالفشل، فلم يعد أحدا منهم حاول نتنياهو تحريره قسرا حيا إلى الكيان الصهيوني بعد.

إذن أهداف الحرب في غزة محددة وفق إعلان نتنياهو، تحرير السرى، وتفكيك المقاومة، ولا هذا ولا ذاك تحققا، ولن يتحققا بفضل الله، وإنما هي من قبيل أحلام نتنياهو الذي ينام بلا غطاء.

بقي له افتعال الهجوم الموسع على لبنان لما سيعلنه لاحقا: “القضاء على حزب الله”، وبفضل الله وقدرة استعداد المقاومة سيعود يجر أذيال الخيبة من الجنوب اللبناني مجددا.

وتلك الافتراضات والتساؤلات اجاباتها حاضرة وفق التحليل المنطقي المستند إلى معطيات محددة لها نتائج واضحة.

أما السؤال العصي على التحليل، ولا نجد له إجابة هو “ماذا سيفعل العرب؟”.، بالطبع الإجابة المنطقية لاشئ، كما كانوا خلال مائة يوم مضت تقريبا لا شئ.

الأزمة الخطيرة أن ما يحاك ويرتب للمنطقة يمثل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي برمته، ولشعوب العالم العربي التي ستعاني المزيد من الأزمات على كافة الأصعدة، أخطرها أزمة الكرامة، وانا أعني ذلك، هي أزمة بالفعل مؤثرة بشدة على الوعي الجمعي العربي، وأخطر ما يمكن توقعه إذا استفحلت أزمة الكرامة أن ينتفض الشارع العربي انتفاضة لا تبقي ولاتذر، وتضعنا في مصاف القرون الماضية إن لم يستفق حكام العرب من غفوتهم، ويطردون من صفوفهم المارق القابع في دويلة من الجزر الصغيرة، المريض نفسيا، والذي يسعى إلى دور يكون فيه سيفا مسلطا على أبناء جلدته، وحان الوقت لطرد كل عميل وخائن من صفوف هذه الأمة، وبتقديري أننا الآن على المحك فعليا.

LinkedIn
Twitter
Facebook

إترك تعليق