رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
عبدالمجيد الشوادفي
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد شاهين
نائب رئيس مجلس الادارة
سيد عبدالعال

أخبار عاجلة

كيف امتلكت حماس منظومة عسكرية متطورة؟

LinkedIn
Twitter
Facebook

فجر يوم السبت، وتحت غطاء كثيف من الصواريخ التي أطلقت من قطاع غزة، باغتت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، إسرائيل بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم “طوفان الأقصى”.

وخلال العملية العسكرية التي أعلن عنها قائد القسام محمد الضيف، اقتحم عشرات المسلحين السياج الأمني من الجو والبر والبحر، وصولاً إلى المنطقة المعروفة باسم ” غلاف غزة”.

ولم تقتصر مفاجأة حماس على الاقتحام المباغت فحسب، بل شملت استخدامها أسلحة وتكتيكات جدية لم يسبق أن كشفت عنها في السابق، وأبرزها المظلات ومسيّرات الزواري ومنظومة متعددة من الصواريخ.

أصل الحكاية

لقد تطورت حماس الحركة التي تأسست عام 1987، من بداياتها المتواضعة كحركة شعبية إلى قوة عسكرية كبيرة، فاجأت العالم. وعلى مر العقود، تحول من كيان معروف في المقام الأول بشبابه الذين يرشقون الحجارة إلى منظمة عسكرية مسلحة تسليحاً جيداً وقادرة على إطلاق الصواريخ بدقة متناهية وتشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل.

وبعد تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في عام 1992، بدأت الحركة في مهاجمة إسرائيل بالرصاص والقنابل اليدوية التي صنعها قادة سابقون من أمثال المهندس يحيى عياش. لتباشر الحركة لاحقاً السير على مسار تصنيع الصواريخ البدائية، والتي سرعان ما تطورت بشكل ملحوظ بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.

ومع سيطرة حماس المطلقة على قطاع غزة في عام 2006، بدأت حقبة الأنفاق السرية العابرة للحدود التي شكلت الشريان الرئيس لتهريب شتى أنواع الأسلحة والصواريخ بعيدة المدى إلى القطاع المحاصر. ولكن مع اشتداد الحصار على غزة، باشرت الحركة في تكثيف صناعاتها المحلية، إذ نجح مهندسو المقاومة في تطوير صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً قادرة على حمل رؤوس حربية يصل وزنها إلى أكثر من 150 كيلوجراماً، فضلاً عن مسيّرات جوية قادرة على إلقاء المتفجرات.

في المقابل، حاولت إسرائيل بلا هوادة، كبح محاولات حماس في إنشاء قدراتها المستقلة في مجال تطوير الأسلحة وإنتاجها، بدءاً من مقتل فريق أولي من المطورين في غارة إسرائيلية على غزة عام 2003، وحتى اغتيال محمد الزواري في تونس في ديسمبر/كانون الأول 2016، الرجل المسؤول عن برامج المركبات الموجهة عن بُعد في الحركة، وحتى مقتل المهندس فادي البطش في ماليزيا في أبريل/نيسان 2018، وفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية.

كيف تمكنت حماس من امتلاك هذه المنظومة الهائلة؟

الجواب وفقاً للخبراء الذين تحدثوا إلى شبكة سي إن إن الأمريكية، أن ذلك جرى من خلال مزيج من الدهاء والارتجال والمثابرة ومتبرع مهم في الخارج. فيما يقول كتاب حقائق العالم الصادر عن وكالة المخابرات المركزية: “تحصل حماس على أسلحتها من خلال التهريب أو البناء المحلي وتتلقى بعض الدعم العسكري من إيران”.

فعلى الرغم من الحصار البري والجوي والبحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ قرابة الـ16 عاماً، فإن حركة حماس تمكنت من امتلاك ترسانة متنوعة ومتطورة من الأسلحة التي حصلت- وربما ما زالت تحصل- عليها من الخارج، بالإضافة إلى تلك التي صنعتها محلياً، والتي، بلا أدنى شك، تُظهر قدرة المقاومة الفلسطينية على تصنيع أنظمة أسلحة متطورة نسبياً.

فيما يقول الخبراء إن إيران ضالعة منذ فترة طويلة بتقديم الدعم العسكري الرئيسي لحماس، فإلى جانب تزويدها بأنظمة طويلة المدى عبر الأنفاق السرية عبر الحدود أو القوارب التي تخترق الحصار البحري، فإنها كذلك تقدم لها الدعم التقني من خلال تدريب كوادر الحركة ومدها بأحدث تقنيات الإنتاج، ما مكن حماس من إنشاء ترساناتها الخاصة.

ولخصت دراسة لمركز القدس للشؤون العامة نُشرت في أغسطس/آب 2021 أن “حماس تصنع الآن جزءاً كبيراً من أسلحتها الخاصة، وتوسع أبحاثها، وتطور طائرات بدون طيار ومركبات بدون طيار تحت الماء، وتنخرط في الحرب السيبرانية، وهي على وشك الخروج من إنتاج الصواريخ غير الموجهة إلى طائرات بدون طيار وصواريخ دقيقة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي”.

ما أبرز الأسلحة في ترسانة حماس المتجددة؟

تضم قائمة الأسلحة التي تملكها حماس مخزوناً ضخماً من أنظمة الصواريخ قصيرة المدى مثل صواريخ القسام (يصل إلى 10 كيلومترات) والقدس 101 (يصل إلى حوالي 16 كيلومتراً)؛ مدعومة بنظام جراد (يصل إلى 55 كيلومتراً)؛ وسجيل 55 (يصل إلى 55 كيلومتراً). ومن المحتمل أن تشكل هذه الجزء الأكبر من مخزونها ويمكن تعزيزها بقذائف الهاون قصيرة المدى، حسب ما نقلته شبكة بي بي سي البريطانية.

كما أن حماس تستخدم أيضاً مجموعة متنوعة من الأنظمة الأطول مدى مثل صواريخ M-75 (يصل مداها إلى 75 كيلومتراً)، والفجر (حتى 100 كيلومتر)، وعياش 250 (ويصل مداها إلى 250 كيلومتراً)، وبعض طائرات M-302 التي يصل مداها إلى 200 كيلومتر. لذا فمن الواضح أن حماس تمتلك أسلحة قادرة على استهداف القدس وتل أبيب، وتهدد القطاع الساحلي برمته الذي يحتوي على أكبر كثافة من سكان إسرائيل والبنية التحتية الحيوية. بالإضافة إلى صواريخ كورنيت التي تستخدمها حالياً في تدمير المدرعات الإسرائيلية.

وقد تخلل عملية “طوفان الأقصى”، والتي نجحت فيها حماس في الدقائق الأولى من إطلاق حوالي 5 آلاف صاروخ نحو مواقع ومطارات وتحصينات للاحتلال الإسرائيلي، كشف حماس عن أسلحة ومعدات جديدة استخدمها مقاتلوها للمرة الأولى، من أبرزها:

– سلاح المظلات: استخدم مقاتلو حماس مظلات تعمل بمحرك دفع يمكّنها من الإقلاع عن الأرض ويعطيها قوّة دفع تصل إلى نحو 56 كيلومتراً في الساعة. وتستطيع المظلات، التي تصل مدة تحليقها إلى حوالي 3 ساعات، التحليق على ارتفاع يصل إلى نحو 5 آلاف متر.

– مسيّرات الزواري: أعلنت حماس أنها أدخلت نحو 35 مُسيّرة انتحارية من طراز “الزواري” في عمليتها العسكرية. وهي طائرة انتحارية محلية الصنع تحمل اسم المهندس التونسي محمد الزواري الذي اغتالته إسرائيل في مدينة صفاقس التونسية نهاية عام 2016، والتي بدأت أول مهامها كطائرة استطلاع قبل أن تتحول إلى ما هي عليه الآن.

– منظومة الدفاع الجوي “متبر 1”: كشفت حماس مؤخراً عن منظومة دفاع جوي محلية الصنع لاستهداف الطائرات الإسرائيلية. وعرضت حماس مشاهد لاستخدام المنظومة من دون المزيد من التفاصيل.

LinkedIn
Twitter
Facebook

إترك تعليق