قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “إسرائيل فقدت تماماً عقلية الدولة وباتت تتصرف كتنظيم”، معرباً عن إيمانه بضرورة إيقافها في أسرع وقت.
جاء ذلك في خطاب وجهه للشعب التركي عقب اجتماع لحكومته في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، مساء الثلاثاء.
وأوضح أردوغان أن “الإدارة الإسرائيلية ترتكب جرائم بحق الإنسانية أمام أعين العالم أجمع منذ 25 يوماً بدعم غير مشروط من أوروبا والولايات المتحدة”.
وأضاف أن “العالم الغربي وفي مقدمته الدول الأوروبية، رسب مجدداً في اختبار الإنسانية بقطاع غزة”.
وتابع: “من يقفون اليوم متفرجين على موت الآلاف من أطفال غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غداً”.
وأردف: “استشهد حتى اليوم 8 آلاف و500 فلسطيني أغلبهم من الرضع والأطفال والنساء جراء الهجمات الإسرائيلية المباشرة ضد المدنيين”.
وأكد أردوغان أن بلاده تواصل مباحثاتها من أجل “محاسبة مرتكبي جرائم الحرب” في غزة أمام القانون.
واستطرد: “نرى ضرورة تأسيس آلية أمنية جديدة بتعاون الأطراف الإقليمية، ومستعدون لتحمّل مسؤولية في حال اتخاذ خطوة من هذا القبيل”.
وعن استهداف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة، قال أردوغان: “هذه المؤسسة الصحية المهمة التي تعالج مرضى السرطان هي آخر ضحايا الهمجية الإسرائيلية”.
وأضاف: “لن تنال الإنسانية والعالم أي خير من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان الذين لا يرفعون أصواتهم ضد المذابح الإسرائيلية”.
ولليوم الـ25، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، واستشهد إجمالاً أكثر من 8525 فلسطينياً بينهم 3542 طفلاً و2187 سيدة، بينما أصيب نحو 21543، كما استشهد 122 فلسطينياً واعتقل نحو 2000 في الضفة الغربية، بحسب مصادر فلسطينية رسمية.
بينما أسفرت عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى رداً على الانتهاكات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1538 إسرائيلياً وإصابة 5431، وفقاً لمصادر إسرائيلية رسمية. كما أسرت حماس ما لا يقل عن 239 إسرائيلياً ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون الاحتلال.
ومنذ اندلاع الحرب، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس أوضاعاً متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية في 2006.
وانتقدت منظمات دولية، في مقدمتها الأمم المتحدة، ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدة أن “التجويع” و”العقاب الجماعي” لسكان غزة “قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب”، ومشددة على ضرورة استئناف إدخال مستلزمات الحياة إلى القطاع.