هل يرى قرار مجلس الأمن بشأن غزة النور؟


كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين
اعتمد مجلس الأمن مشروع قرار أمريكي بشأن غزة ب ١٣ صوتا و امتنعت عن التصويت الصين و روسيا ، و رحبت السلطة الفلسطينية بذلك رغم تحفظاتها ، فيما استاءت حماس منه..
القرار الأمريكي الذي اعتمده مجلس الأمن يعد نجاحا لترامب شخصياً ، كصفقة مثل أي صفقات تجارية ، و له مطامع بٱبار الغاز على شواطئ غزة، و الذي كانت حماس في عام ٢٠٢٢, و بدايات ٢٠٢٣, تحاول التنقيب عن بئر غاز مقابل شاطئ بحر النصيرات عبر شركات أجنبية ، و أرادت المحاصصة مع السلطة ، فيما رفضت الأخيرة لأنه يعتبر من مقدرات شعبنا، ليكون القرار الأممي من مفرزات طوفان الأقصى.
لكن سؤالي هو/ هل يخرج هذا القرار إلى حيز التنفيذ، و إدخال قوة دولية قطاع غزة بدايات عام ٢٠٢٦؟
أرى أن القرار لن يمر و لن ينفذ ، ما لم تنزع حماس سلاحها ، لأن الحركة وافقت على الخطة على مضض ، و كانت تراهن على أن يرفض العرب القرار الأممي ، كما أنها تسعى إلى التنصل، لأن الخطة وضعتها في خانة الخيانة العظمى ، و التفريط بشير من فلسطين ، و هي تحاول تأجيج الصراع بالضفة ، و عمل هجمات ضد اليهود في أوروبا ، حيث أعلنت قناة i24 الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية أن الموساد أحبط هجوما لحماس في أوروبا.
من جهتها، إسرائيل وافقت أيضا على خطة ترامب على مضض، تحت ضغط الرئيس الأمريكي ، و تريد التنصل منه من خلال الهدنة ، و استهداف قيادات حمساوية كان ٱخرهم مهند رجب.
القرار الأمريكي لا يخدم القضية الفلسطينية ، أولا/ لم يتطرق إلى تقرير المصير و إقامة دولة فلسطينية ، و الدليل أن موقف السعودية الأخير كان واضحا و هو إيجاد مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية.
ثانيا/ استثناء منظمة التحرير الفلسطينية من عملية السلام التي وضعها ترامب.
ثالثاً/ وزير خارجية بريطانيا أكدت أن وقف إطلاق النار مازال هشا ، و الوقت طويل أمام العالم قبل الوصول إلى السلام بغزة.
رابعا/ روسيا أوضحت امتناعها عن التصويت بأنها تخشى أن يتحول القرار الأممي إلى حكم إعدام لحل الدولتين.
خامسا/ القرار لم يحدد كيفية التعامل مع السلطة و تطرق إلى إصلاحات فقط.
من الٱخر:” سيفشل نتانياهو القرار بمواصلة حربه على غزة، حيث أنه مصمم على استكمال الحرب في كل الجبهات، و لن يتسنى له ذلك، إلا بقلب الطاولة على رأس ترامب بإشعال حرائق في عدة ولايات أميركية لإلهائه و إشغاله بالداخل، إذ أن هناك توافق في المصالح بين واشنطن و تل أبيب ، و ليس هناك تطابق بالتكتيكات، كما أن ترامب سيعطي الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا لبوتين، و سيلغي الضرائب الجمركية عن الصين، ضمن اتفاق لتمرير القرار بمجلس الأمن دون رفع حق الفيتو، في إطار الصراع على النفوذ “.




