إسحق بريك: لم تُهزم حماس ولم يُفرج عن أي أسير بالضغط العسكري

شن اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحق بريك، هجوماً لاذعاً على استراتيجية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تجاه قطاع غزة، مؤكداً أن هدف نتنياهو الرئيسي المعلن، وهو انهيار “حماس” فشل ولم يتحقق، وقد أدى ذلك لعزلة “إسرائيل” وأخذها نحو الهلاك لولا تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأضاف بريك المعروف بـ”نبي الغضب” الإسرائيلي في مقال له في صحيفة /معاريف/ العبرية الصادرة اليوم الأحد، أن هدف نتنياهو المتمثل في “تدمير حماس بالكامل” غير واقعي، وقد أوصل دولة “إسرائيل” إلى أدنى مستوى لها في تاريخها، وذلك بسبب تحديده هدفًا مستحيلًا بسبب عدم جاهزية الجيش، وما دفع نتنياهو إلى هذه الخطوة كان الحفاظ على بقائه السياسي والشخصي، وليس أمن الدولة.

وأكد أن الضغط العسكري للجيش الإسرائيلي لم يكن هو ما دفع حماس إلى الاتفاق الحالي، كما يزعم المعلقون العسكريون والمراسلون الذين أصبحوا ناطقين باسم الجيش الإسرائيلي في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وحذر من أن استمرار العمليات العسكرية بالطريقة نفسها قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وأن استمرار الحرب دون خطة استراتيجية واضحة سيؤدي إلى تآكل الدعم الدولي والعزلة الدبلوماسية.

وقال: “نتذكر جميعًا تصريحات رئيس الأركان إيال زامير عند تعيينه رئيسًا للأركان بأنه سينجح في هزيمة حماس وتحرير الأسرى بالضغط العسكري، بينما فشل سلفه، اللواء هرتسي هاليفي، وكما ذُكر فقد فشل في كل ما قاله: لم تُهزم حماس، ولم يُفرج عن أي أسير بالضغط العسكري. بل على العكس: قُتل ما يقرب من سبعين جنديا في عملية “عربات جدعون”، وجُرح عدد أكبر بكثير”.

ورأى أن استمرار القتال في مدينة غزة (لو لم يوقفه ترامب) كان سيؤدي إلى انقطاع كامل للعلاقات مع العالم، ومع الدول العربية التي وقّعت اتفاقيات سلام مع “تل أبيب”، ولكانت عملية انهيار في مناطق عديدة داخل “إسرائيل”، ولكنا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، ولو استمرت الحرب وفق نوايا بنيامين نتنياهو، لكانت دولة “إسرائيل” قد وصلت إلى طريق مسدود في وقت قصير، لولا دخول ترامب المشهد في اللحظة الأخيرة.

وأضاف: “لو فعل ترامب هذا قبل تسعة أشهر، في يناير/كانون الثاني 2025، في الصفقة التي أحبطها “بيبي”، لكنا قد وفّرنا مئات الضحايا وآلاف الجرحى، بل وحتى قتلى العديد من الأسرى”.

وبعد عامين كاملين من حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ صباح الجمعة الماضي مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي انسحاب قواته نحو الخط الأصفر وفق ما نص عليه الاتفاق الذي وافقت عليه حكومة الاحتلال الليلة الماضية.

وتوجه مئات آلاف النازحين نحو شمال قطاع غزة بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء وقف إطلاق النار في الساعة 12 ظهرا بالتوقيت المحلي، معلنا السماح بالتوجه نحو مدينة غزة وشمالي القطاع عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين.

وجاء وقف إطلاق النار ضمن اتفاق سياسي شامل رعته الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، ويمثل المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب.

وتنص هذه المرحلة على وقف شامل لإطلاق النار، وانسحابات “إسرائيلية” جزئية، وتبادل للأسرى، إضافة إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى