ايز الدويري: نتوقع فيديوهات للمقاومة قريبا والعملية السريعة ستقتل الرهائن

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الأردني المتقاعد فايز الدويري إنه يتوقع ظهور فيديوهات توثق عمليات للمقاومة في مدينة غزة خلال 24-36 ساعة، رابطا ذلك بطبيعة المراحل الميدانية، كما شدد على أن العجلة في تنفيذ العملية العسكرية من شأنها أن تقتل الرهائن.
وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة أن العملية الإسرائيلية دخلت “مرحلة جديدة” تتبع تسلسلا منطقيا: فرض السيطرة ثم التهجير القسري ثم البحث عن الأنفاق، معتبرا أن كل هدف مكمل للذي يسبقه ولا يمكن تجاوزه دون إنجازه.
وأفادت مصادر طبية ومحلية باستشهاد 82 فلسطينيا منذ فجر الثلاثاء، بينهم 69 في مدينة غزة، مع تصاعد قصف أحياء سكنية ومراكز إيواء، وتسجيل هجمات استهدفت منازل نازحين قرب “الأمن العام”.
وتابع الدويري بأن الهدف الإستراتيجي الأسمى هو تفريغ الشريط الشمالي وفرض سيطرة كاملة على محافظة غزة، مما يعني تحويل أجزاء واسعة إلى منطقة عازلة تحت سيطرة عسكرية تُفرغ من السكان لتسهيل العمليات البرية لاحقا.
ورأى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب زيادة الضغوط النارية وتوسيع نطاق المناورات البرية، وإلا فإن القدرة على فرض تهجير قسري ستبقى محدودة، مع ما يصاحب ذلك من معاناة مدنية واسعة النطاق.
وأفادت فرق الإنقاذ بانتشال جثامين وإصابات من تحت أنقاض منازل نازحين قرب مفترق الأمن العام، فيما لا تزال عشرات العائلات محاصرة تحت الركام في ظروف صعبة، وصعوبة وصول فرق الإسعاف مستمرة.
تناقض خطاب قادة الاحتلال
وحذّر الدويري من تناقض خطاب القادة الإسرائيليين عن “السرعة” و”حماية الرهائن”، موضحا أن السرعة التكتيكية غالبا تعني زيادة خسائر المدنيين والرهائن، بينما المنهج القتالي المعلن يميل إلى البطء والتطويق الممنهج.
إعلان
وأضاف أن وصف العملية بأنها “سريعة” يتناقض مع حقيقة اعتمادها على التطويق والحصار والقصف الموسع، وهو ما يدفع نحو معارك طويلة قد تمتد لأشهر، لا عمليات خاطفة تحقق نتائج فورية وآمنة.
وأعلنت القيادة الإسرائيلية مشاركة فرقتين في دخول مدينة غزة، مع تأكيدات بإلحاق فرقة ثالثة لاحقا، بينما تحذر أونروا ومنظمات طبية إنسانية من أن “لا مكان آمن” للمدنيين وتتصاعد دعوات وقف النار.
واعتبر الدويري أن تهجير السكان يشكل الجزء الأولي من الخطة، وأن نجاحه يسمح بفتح مساحات للبحث عن الأنفاق والوصول إلى المقاتلين، مضيفا أن هذه الخطوات تشهد تفاقما مع خطر فقدان من تبقى من الرهائن.
تثبيت غطاء العمليات
ونوّه إلى أن تحريك احتياط كبير وتبديل أطقم بين الفرق (إحلال قوات بديلة) يهدف لتثبيت غطاء العمليات وإبقائها مستمرة، مشيرا إلى مشاركة وحدات من الفرقتين 162 و98 مع احتمالات إدخال تعزيزات إضافية.
وفي ظل تزايد أعداد النازحين قسرا، أبلغت وزارة الصحة عن ازدحام شديد في طوارئ المستشفيات ونقص حاد في الأدوية ووحدات الدم، بينما سجّلت تقارير وفاة أطفال ومصابين جراء نقص الغذاء والعلاج.
وأكد الدويري أن أي محاولة “لإنقاذ” الرهائن ضمن نمط العمليات الحالي تحمل مخاطر مرتفعة، لأن القصف والمناورات الأرضية ستزيد احتمال ملاقاة المختطفين مصيرا مأساويا قبل الوصول إليهم أو إنقاذهم.
وأضاف أن تصريحات مسؤولي الاحتلال عن “أخلاقية” العملية لحماية الرهائن تبقى شعارات لا تواكب واقع ساحات القتال، وأن الضغط الناري يُستخدم عمليا لدفع المدنيين نحو مناطق مكتظة تسهّل السيطرة لاحقا.
وتوقع اللواء الدويري بروز مواد إعلامية ومقاطع فيديو للمقاومة قريبا توثق ردود الفعل، مؤكدا أن تداخل المناورات الأرضية مع الضغط الجوي والنار سيولد ردودا ميدانية وإعلامية قد تغيّر بعض معادلات السرد.