تجدد جريمة هدم التراث !

بقلم / وجيه الصقار
طيرت الأنباء أخبار تجدد عمليات هدم المقابر التراثية والتاريخية التى توقفت نتيجة الهجوم على الحكومة، فى غدر مقصود بمنطقة الإمام الشافعي ومحيط مسجد السيدة نفيسة. وبشراسة غير مسبوقة دون أى رادع فى هدم المقابر، مستخدمة آلات الهدم والجرافات، شملت إزالة مقابر لشخصيات تاريخية من رموز نهضة مصر فى كل المجالات، لمحو شخصية مصر وحرمان الأجيال القادمة من معرفة تاريخها، وقطع التواصل بين الماضي والحاضر. ويفقد مصر وأبناءها التذوق الفنى الإبداعى والراقى فى تلك الأبنية، ولو كانت فى دولة متحضرة لتحولت إلى مزارات سياحية, لولا الخيانة التى تهدف لمحو مصر تاريخا وحضارة. وهدم ميراثها الحضاري والثقافي والمادى والمعنوى بعناصره القديمة والقبطية والإسلامية، وهو ثروة قومية وإنسانية وعالمية، برصيدها الثقافي والمعمارى والأدبى والفنى، برغم أن هذا الهدم يتنافى مع القانون المصرى والاتفاقات والمعاهدات الدولية، ولا أحد يتحرك لمنع المجرم والجريمة. للأسف فإن ماتشهده مصر من تخريب للتراث والتاريخ لم يحدث على مدى تاريخها حتى مع الاحتلال الانجليزى، وجاءت حكومة تخريب مصر التاريخ وتوريطها فى ديون دمرت الشعب، كيف لهذه اليد التى يقطعها الله أن تهدم تراثا لا مثيل له فى العالم معماريا وإنسانيا وفنيا؟! وهو الهوية المصرية. وكان يمكن إدخالها فى خطة السياحة الثقافية، وجذب الزوار من داخل مصر وخارجها، بدأت الجربمة بإزالة عدد كبير من القباب وتراث حضارات مصر مع الفنون والعلوم والآداب والأديان من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، لكن يد الخيانة تأبى إلا تدمير مصر الماضى والمستقبل.اكملها قرار أخير بهدم مبنى هندسة السكة الحديد 115 عاما، بفنونه وتاريخه النادر عالميا، أين وزارتى الآثار والثقافة، أين صوت الوطنيين فى داخل وخارج مصر، لإيقاف هذه الجريمة التى يحاسبنا عليها التاريخ ..