حماس : غزة ليست للبيع

شددت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على رفضها القاطع لما تتداوله وسائل إعلام أميركية بشأن خطة تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة مؤقتًا، وتحويله إلى منطقة اقتصادية وسياحية بإشراف واشنطن.

وقال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، في تصريح صحفي اليوم الاثنين، “انقعوها واشربوا ماءها، كما يقول المثل الفلسطيني بالعامية… غزة ليست للبيع”، مؤكدًا أن القطاع “ليس مجرد مدينة على الخريطة أو بقعة جغرافية منسية، بل هو جزء أصيل من الوطن الفلسطيني الكبير الذي لن يتخلى عنه شعبه مهما اشتدت الضغوط”.

وأضاف نعيم أن “أي خطة تتحدث عن تهجير شعبنا باطلة ولا قيمة لها، ولن تجد طريقها للتنفيذ، لأنها تتعارض مع حقوقنا التاريخية والوطنية”، مشددًا على أن “(حماس) لم تتلقَّ أي طرح رسمي بهذا الشأن، وكل ما نُشر حتى الآن سمعناه فقط عبر وسائل الإعلام”.

وفي السياق ذاته، نقلت تقارير إعلامية عن مسؤول آخر في الحركة قوله إن “خطة التهجير المزعومة تعكس عقلية استعمارية قديمة، تقوم على تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين، وتوفير غطاء لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في التوسع والهيمنة”، مؤكدًا أن “الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حلول على حساب وجوده أو هويته الوطنية”.

وكانت صحيفة /واشنطن بوست/ الأميركية قد نشرت تقريرًا مطولًا، كشفت فيه عن وثيقة من 38 صفحة تتحدث عن مشروع يحمل اسم “صندوق GREAT Trust” (غزة لإعادة الإعمار، صندوق الإنعاش الاقتصادي والتحوّل).

وبحسب الصحيفة، فإن الخطة تقترح “خروجًا طوعيًا” لعدد من سكان غزة إلى دول أخرى، أو انتقالهم إلى مناطق محددة داخل القطاع تحت إدارة مؤقتة، مقابل مشاريع لإعادة الإعمار وتحويل غزة إلى منطقة جذب استثماري وسياحي.

ووفق ما نشرته الصحيفة، فإن الخطة تشمل إشرافًا مباشرًا من الولايات المتحدة على إدارة القطاعات الاقتصادية والخدمية في غزة، بما في ذلك الموانئ والمطارات المستقبلية، وهو ما اعتبرته أوساط فلسطينية محاولة لتكريس واقع جديد يتجاوز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فاجأ الجميع، ومنهم كثيرون داخل إدارته، أوائل شباط/فبراير الماضي حين طرح خلال لقائه مع رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، وذلك تحت دعاوى “إنسانية”.

وأعاد مقترح ترامب بتهجير سكان غزة بذريعة إعادة إعمارها و”لتصبح منتجعا ساحليا دوليا تحت السيطرة الأميركية” فكرة سبق أن طرحها صهره جاريد كوشنر قبل عام.

ومارس ترامب ضغوطا كبيرة على مصر والأردن لتقبلا بالمقترح، وبدا “واثقا” من أنهما ستقبلان بفكرة توطين مئات الآلاف من المهجرين من غزة، لكن القاهرة وعمّان لم ترضخا، على الرغم من أنهما واجهتا تلويحا بتعليق المساعدات الأميركية المقدرة بمليارات الدولارات.

ويرى محللون أن خطة ترامب لتهجير سكان غزة فشلت حتى الآن، أو هي في طريقها لذلك، لأنها في الأساس غير واقعية وغير قابلة للتنفيذ لأسباب، من أهمها وجود “جدار صد” عربي، وهو ما عبّرت عنه مصر والأردن منفردتين والدول العربية مجتمعة بقمة القاهرة مطلع آذار/مارس الماضي.

وتواصل قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، تنفيذ حرب مدمرة في غزة، أسفرت حتى اليوم عن استشهاد وإصابة أكثر من 224 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى