مختص في شؤون القدس: المسجد الأقصى لم يعد مقدسا خالصا للمسلمين

حذّر رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة “القدس الدولية” هشام يعقوب من خطورة المرحلة التي يمر بها المسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يقترب من تحقيق إحلال ديني كامل في المسجد، ما يهدد قدسيته الإسلامية الأصيلة.
جاء ذلك خلال مؤتمر إطلاق النسخة التاسعة عشرة من تقرير “عين على الأقصى”، الذي نظمته المؤسسة اليوم الخميس في العاصمة اللبنانية بيروت، بحضور نخبة من الشخصيات السياسية والإعلامية.
وقال يعقوب في كلمته: “بمرارة شديدة، نلفت انتباه العرب والمسلمين إلى أن المسجد الأقصى لم يعد مكانًا مقدسًا خالصًا للمسلمين، بل بات فضاءً مشتركًا مع اليهود، في ظل تصاعد الهيمنة الرمزية والدينية للمشروع التهويدي، الذي يطغى تدريجيًا على الهوية الإسلامية الراسخة للمسجد”.
وأضاف أن استمرار التقاعس الرسمي والشعبي في العالمين العربي والإسلامي قد يؤدي إلى فقدان السيطرة على المسجد، بحيث يُسمح للمسلمين بدخوله كزوار فقط، وربما مقابل رسوم مالية تُدفع للاحتلال، “هذا إذا بقي المسجد قائمًا أصلًا”، على حد تعبيره.
وأوضح يعقوب أن الجماعات المتطرفة في الاحتلال تسعى إلى تنفيذ إحلال ديني عبر تحويل المسجد من فضاء عبادة إسلامي إلى ما يُسمى “المعبد اليهودي”، إلى جانب إحلال ثقافي يستهدف طمس رمزيته، وتفكيك بنيانه، وإغراقه بالمشاريع التهويدية، وصولًا إلى محاولات هدمه.
من جهته، أكد المدير العام لمؤسسة “القدس الدولية” ياسين حمود أن الاحتلال يعمل وفق ثلاث مسارات متوازية لحسم الصراع في المسجد الأقصى، تتمثل في القضاء على المقاومة، وتصفية الوجود الفلسطيني عبر الإبادة والتهجير، وإخضاع المنطقة العربية والإسلامية لهيمنته، من خلال تفكيك الدول الرافضة لوجوده وتحويلها إلى كيانات فاشلة تعاني من الفوضى والاقتتال الداخلي.
وأشار حمود إلى أن التقرير السنوي كشف عن تكامل الأدوار السياسية والأمنية والقانونية والدينية في المنظومة الإسرائيلية، ضمن معركة تهويد المسجد الأقصى، لافتًا إلى تصاعد حضور فكرة “المعبد المزعوم” وما يُسمى “الحق اليهودي” في الخطابين السياسي والديني الإسرائيليين.
ويُعد تقرير “عين على الأقصى” مرجعًا سنويًا يوثق أبرز التطورات والمواقف المتعلقة بالمسجد الأقصى، ويرصد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب تفاعلات الأطراف المقدسية والعربية والإسلامية المعنية بالقضية.