صرخه فلسطيني :يؤلمني أن أستيقظ وجوعي يوقظني

لا تتركنا وحدنا يارب

بقلم خالد طعيمة

صباح الخير علينا جميعًا.

يؤلمني في قلبي أن نُوصَف بالجائعين، نحن نعرف تمامًا ماذا يعني الجوع، لكن بيننا الكلمة تحمل إهانة، كأن من يجوع فقد شيئًا من كرامته.

يؤلمني أن أسمع من أحبّتي شكوى الحاجة، وأن أراهم يخفون ألمهم حياءً، وأنا لا أملك لهم شيئًا.

يؤلمني أن أرفع الكاميرا لأوثق صور الجوع في وجوه أهلي، لا لأكسب تعاطفًا، بل لأشهد بها أمام عالم بجح.

يؤلمني أن أخرج من إيوائي وأنظر حولي، فلا أجد في المدينة وجهًا للحياة كما عرفناه.

يؤلمني أن أستيقظ وجوعي يوقظني، ومع ذلك أُؤثِر ما تبقى من طعام لأطفالي النائمين، لعل وجوههم تبتهج حين يصحون.

يا رب، ما شكوت إلا إليك، وأنت أعلم بما في صدورنا، وترى ما نمر به.

أتوسل إليك أمام الملأ، وأسألك بأتقى قلب فينا، لا اعتراضًا على قضائك، لكننا ضعفنا.

كثر السؤال، وطال البلاء، ووهنت القلوب، وخارت الأجساد، وقُتلنا فرقًا وجماعات، وجُوّعنا حتى بات الجوع عادة.

يا رب، إن كان هذا اختبارك، فصبّرنا ودلنا على الطريق، وإن كان قدرك، فلا تجعلنا نفتتن به.

أقسمت عليك وأنا لست أهلا لهذا القسم، إن كانت بطون أطفالنا وشيوخنا وكبارنا ونسائنا تمرّ بهذا البلاء، أن لا تفتنا بهم، لا تتركنا وحدنا يارب.

رحمتك وسعت كل شيء.

وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى