اعْـتِـرَاف ..

.

بقلم د. سعيد شوارب

اعْـتِـرَاف ..

حبيبتى .. هل تأذنينْ ؟
ببابك العالى طريدٌ ناء ظهرُهُ ، بكل ما اقترفْ
قد كنتُ سِمِسِارًا وكذَّابًا، ونصَّابًا
يُصِرُّ أن يَدُسَّ إسمَهُ فى لوْحةِ الشرفْ
ودون أدْنَى تعَـبِ ..
وجدْتُ نفسى يالخجلتى .. يامصرُ ياحبيبتى ..
وجدتُ نفسى ” صفوةً ”
أو فيلسوفًا ” ناشطًـا “..
بدون أدنى سببِ
فمرةً يدعُوننى ” مُحلِّـلا ” ..
ومرة ً يدعوننى ” مُمثِّـلا .. ” ..
صراحة ً ..
وجدتُ فى الشاشات دربى دائما مُذَلَّـلا
” جلا.. جلا .. جلا .. جلا ..
تعالَ عندى يَا وَلا َ.. ”
فنشوْةُ الشاشاتِ يا لِخْجلتى .. قد فاقمتْ من طرَبى
ودون أدنى خجلٍ .. ودُونَ أدْنَى ْسببِ
وضعتُ ثوْبَكِ الزَّكىَّ ياحبيبتى ، فوقجبينىَ الغبى
بل قدطمعتُ أنأكون مَرَّةً ، نصفَ نبى
صراحة ً – ونحن فى مقام الاعتراف – ،
وضعتُهُ فوق جبينِى النَّجِسِ
لأننى يا مصر يا حبيبتى منافقٌ ، وتاجرٌ ، ونرجسى
ومرة منفتحٌ .. فالغربُ لا يَرُدُّنِى
ومرةً مُنغَـلِقٌ .. فالشرْقُ لا يحُدُّنِى
ومرَّتَيْنِ مَارْكِسِى
وأنت ياحبيبتى .. حبيبتى يا بلدى
يا قطعةً من كبِدِى
صامتةٌ
حزينةٌ ..
تُضَفِّرِينَ صَبرَكِ الْجميلَ ..
شَعْرَكِ الجميلَ فوق شط النيلْ
تُلمْلِمِينَ دمْعَكِ النبيلَ حتى لا يسيلَ بالجروحْ
وتصنعين من بلاغةِ الفُئُوسِ فى أكفِّ شعِبِكِ الفصيحِ،
شعبِك الذى قد عبَرَ النهرَ وما اغترفْ
وأنتِ تصنعينَ من يقينك النيلىِّ قصة َ النخيلْ ..
وروْعةَ الأصيلْ..
تصنعينَ لوْحَة َ الشَّرَفْ

حبيبتى ..
أنا الذى ينوءُ ظهرُهُ بكل ما اقترفْ
أعترفُ الآنَ، وَلاتَ حين مُعترَفْ
عيناك يا حيبتى من ألف عام لو عرفتُها
لكان طعمُ العُمْرِ والقصيدة ِ اختلفْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى