حرب غزة 2023..بين دبلوماسية نتانياهو و تضليله الإعلامي

كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
مدير مكتب الاتحاد الدولي للصحافة العربية بفلسطين

اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو بطلا قوميا للقومية اليهودية في القرنالحادي و العشرين، ثم طالب بإلغاء محاكمته، و كأن نتانياهو سيحاكم، علما أن هناك تقارير مسربة من إسرائيل تؤكد أن نتانياهو لن يحاكم أبدا، لأنه فعل لدولة إسرائيل ما لم يفعله أي رئيس وزراء سابقين.

و منذ أوائل الحرب على غزة، صرح نتانياهو أنه سيغير وجه الشرق الأوسط، و سيقضي على حماس، و ستستمر الحرب حتى تحقيق أهدافها المرجوة.

و في الهدنة السابقة ، في ١٩ يناير من العام الجاري، أعطت أميركا ضمانات لحماس بعدم استئناف الحرب، و لن يتم استهداف قاداتها داخل
غزة في فترة التهدئة، فيما التزم نتانياهو الصمت، و حينما سنحت الفرصة باستئناف الحرب ، اصطاد صيدا ثمينا و هو عصام الدعاليس ، أبرز قيادات حماس في اللجنة الحكومية، و عضو المكتب السياسي لحماس، لتتوالى استهداف قيادات أخرى، منها قيادات القسام محمد السنوار ، و شبانة و غيرهم.

و اليوم   القناة 12 تحدثت عن مصادر سياسية أن نتانياهو بعث رسائل تشير إلى أنه معني بإنهاء الحرب على غزة خلال 10 أيام، و قبلها صرح أنه سينهي الحرب في أكتوبر المقبل، ليطل ديرمر مؤكدا أن الحرب مستمرة حتى الربع الأول من العام المقبل.

نتانياهو سيزور واشنطن قريبا للدفع بصفقة إقليمية تشمل إنهاء الحرب على غزة، مقابل التطبيع مع السعودية و سوريا و أندونيسيا.

في خبر آخر، عن قناة كان العبرية أن الأمريكان بعثوا رسالة إلى حماس و الوسطاء مفادها ينوي الرئيس ترامب الضغط على نتانياهو لتقديم خطة لإنهاء الحرب على غزة.

و إذا تمعنا في ألفاظ الأخبار الواردة و المبشرة بإنهاء الحرب، و حللنا كل كلمة و جملة في سياقها، سنجد أن ترامب لا يمكنه إجبار نتانياهو لإنهاء الحرب، أو حتى تقديم خطة لذلك، وفق سقف زمني محدد، و هذا ما يجعل نتانياهو يلعب في المساحة المفتوحة للتلاعب بعواطف الفلسطينيين، و التحاذق على حماس.

رئيس مركز القيادة للبحوث الاستراتيجية، وليد الراوي، لتلفزيون روسيا اليوم بالأمس، أكد أن فيما يتعلق بغزة، تصر إسرائيل على تدمير حركتي حماس و الجهاد الإسلامي، و هو ما يدفعهاإلى مواصلة الحرب بلا توقف.

” إن نتانياهو يمارس سياستين، الأولى سياسة ناعمة تبعد عنه الضغوطات الأميركية، و سياسة التضليل الإعلامي ، و الخداع التي تعزز من مواصلة حربه على غزة، حتى تحقيق الأهداف التي وضعها في بداية الحرب، و هي أن لا تشكل غزة تهديدا، و القضاء على حماس، و تحرير مختطفيه، لكن الهدف الخفي لنتانياهو هو تهجير الغزيين قسرا باستخدام سلاح التجويع الذي يعتبر ذو حدين، و تدمير القطاع كليا لإجبار الغزيين على الهجرة تحت اسم مبطن هو التهجير الطوعي”.

لكن نتانياهو سيجعل غزة لا حرب و لا سلم بإبرام صفقات، أو هدن إنسانية مؤقتة، و إلهاء الغزيين بالمساعدات الإنسانية، و زيادتها الأسبوع المقبل.

” نتانياهو نجح فعلا بتحقيق أهداف سامية عبر ما يسمى بطوفان الأقصى، الذي طاف على الشرق الأوسط، لتغيير وجهه، و خلق شرق أوسطي جديد، و تدمير محور المقاومة بأكمله الذي تتحمل مسؤوليته حماس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى