كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
قرأت مقال الزميل الكاتبهشام المياني، الذي يوضح فيه حقيقة ما يجري من مفاوضات بالدوحة.
طاهر النونو، القيادي الحمساوي، كان قد أكد أن الأمريكان لم يتطرقوا للحركة إزاحة حماس من المشهد السياسي.
و كانت الحركة قد وجهت رسائل إلى الوسطاء المصري و القطري و السلطة أن حماس موافقة على التخلي عن إدارة غزة.
و هذا يدل على أن اتفاق وقف النار الذي أبرم بين حماس و إسرائيل ، في ١٦ يناير، و جرى خلف الكواليس أن حماس وافقت على خروجها من المشهد، و عدم حكم غزة، و نزع سلاحها.
أما النونو الذي لفت إلى عدم طرح مبعوث ترامب لنزع السلاح ، و إزاحة حماس من المشهد، فهو كذب يرد عليه، لسببين :
أولا/ طالما أنه تم الاتفاق عليه تحت الطاولة، فلماذا يتطرق له ويتكوف؟، بل كان يفترض أن تنفذ حماس الاتفاق بخروج آمن لقياداتها بغزة، و أدلل على ذلك ، بما لا يدحضه: أحد عناصر القسام بجباليا، أبلغ زوجته قبل شهر تقريبا، بأنه تم إبلاغه بخروج آمن من غزة، خلال التهدئة، و معه ٣ مرافقين من عائلته، و قد أكد ذلك د. سمير غطاس ، رئيس منتدى القاهرة للدراسات الاستراتيجية، في لقاء متلفز على قناة الحدث ، كاشفا أن إسرائيل اشترطت، و حماس وافقت.
أما ثانيا/ هناك تمرد للقسام بغزة، على قيادته بالخارج، و هذا ما أدركته حماس بالخارج، بعد الإعلان عن بنود الاتفاق الذي جرى بالدوحة في يناير، تحت الطاولة عبر وسائل الإعلام المصرية و القطرية، مما زاد الأمر تعقيدا بإحداث شرخ بين كتائب القسام، و قيادته السياسية بقطر، لذلك حتى هذه اللحظة لم تفصح حماس لعناصرها عما تم الاتفاق عليه.
و التناقض في التصريحات لقيادات حماس و ناطقيها، يؤكد ما لا يدع مجالا للشك، وجود خلافات حادة بين العسكر و السياسي، وصلت إلى حالات التمرد، و الانقلاب على قرارات حماس بالخارج.
و هذا يكشف أيضا، أن رأس حماس بغزة قطعت خلال الحرب، حيث لا قيادة تحكم زمام الأمور داخل الحركة و القسام بغزة، و لا قيادة قادرة على اتخاذ القرار، أو حتى لديها الشجاعة بعد استشهاد الصف الأول في المكتب السياسي، و المجلس العسكري ، و هما محمد الضيف، و يحيى السنوار.
سنشهد قريبا انشقاقات داخل حماس، بعدما حدثت فجوات كبيرة بين القيادة السياسية بالخارج، و العسكرية بغزة،و خلافات تعصف بها.