رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير
عبدالمجيد الشوادفي
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد شاهين
نائب رئيس مجلس الادارة
سيد عبدالعال

أخبار عاجلة

الوعي الشعبي بين العاطفة والواقعية

LinkedIn
Twitter
Facebook

يُعد الوعي الشعبي أحد المكونات الأساسية للهوية الثقافية والاجتماعية في المجتمعات، فهو مجموع المفاهيم والقيم والمعتقدات التي يتبناها الأفراد في حياتهم اليومية. تتشكل هذه العملية الذهنية من مزيج معقد بين العاطفة التي تعبر عن الانتماء والمشاعر الجماعية والتجارب التاريخية المشتركة وبين الواقعية، وهي الجانب العقلاني والتحليلي الذي يسعى إلى فهم الحقائق عبر التجربة والملاحظة والنقد
‏أحد الإشكاليات التي تواجه الشعوب اليوم هو الفجوة بين فهمها للمشهد السياسي وَ بين حقيقة ما يجري في الكواليس. كثيرون لا يزالون ينظرون إلى الأحداث بعيون الأيديولوجيا، رغم أن العالم يتحرك وفق منطق المصالح البحتة.
‏الشارع العربي، على سبيل المثال، لا يزال يميل إلى تفسير التحركات السياسية وفق ثنائية الخير وَ الشر، بينما الواقع أكثر تعقيدًا. السياسة ليست مباراة كرة قدم حيث هناك فريق يجب أن نُشجعه وَ آخر يجب أن نهتف ضده. في عالم السياسة، لا يوجد أبطال وَ لا أشرار بالمطلق، بل هناك مصالح متداخلة وَ تحالفات متغيرة، وَ لاعبون يتبادلون الأدوار وفق الظروف.
‏من يفهم المعادلة يربح السباق
يمكن القول إن الوعي الشعبي هو نسيج متداخل الأبعاد؛ فهو نتاج مزيج من العاطفة التي تُضفي عليه الحيوية والارتباط بالماضي، ومن الواقعية التي تضمن استمرارية تطوره مع متطلبات الحاضر والمستقبل. إن تحقيق التوازن بين هذين المكونين يُعد شرطاً أساسياً لنمو المجتمع وتقدمه، حيث يعمل كل منهما على سد الثغرات التي قد يتركها الآخر
‏في النهاية، العالم لا يكافئ أصحاب النوايا الحسنة، بل من يفهم قواعد اللعبة وَ يعرف كيف يُدير أوراقه. الدول التي تعتمد على العواطف في اتخاذ قراراتها تجد نفسها دائمًا في موقع التابع، بينما تلك التي تدرك أن السياسة ليست سوى لعبة مصالح، هي التي تفرض شروطها وَ تصنع مستقبلها.
‏لا مجال للرومانسية في العلاقات الدولية، وَ لا فائدة من التباكي على المبادئ في ساحة تحكمها القوة وَ الاقتصاد. من يريد أن يكون جزءًا من المستقبل، عليه أن يتوقف عن طرح الأسئلة العاطفية وَ يبدأ في قراءة المشهد بعيون الواقع، لا بعيون الماضي.

بقلم| محمد نصر – صحافة وإعلام

LinkedIn
Twitter
Facebook

إترك تعليق