هل تتوافق السلطة الفلسطينية وحماس حول لجنة الإسناد المجتمعي؟

كتب الصحفي رامي فرج الله
مراسل البلاغ
مدير مكتب اااتحاد الدولي للصحافة العربية بدولة فلسطين
وصل وفد حماس إلى القاهرة، الليلة باستدعاء من المخابرات العامة، لنقل رؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول لجنة إسناد مجتمعية تكون تابعة للحكومة الشرعية التي يترأسها د.محمد مصطفى.
قبل وصول الوفد للقاهرة، كان هناك وفد رفيع من السلطة الفلسطينية يترأسه روحي فتوح، عرض على الجانب المصري رؤية الرئيس عباس بشأن اللجنة.
و أوضحت مصادر إعلامية مصرية مقربة من جهاز المخابرات خلال اتصال بها، أن تصور الرئيس عباس في محلها، مؤكدين أنه لا يمكن أن يكون هناك حكومة داخل حكومة، أو لجنة منفصلة عن الحكومة الفلسطينية الشرعية.
و بينت تلك المصادر أن مصر تقف إلى جانب السلطة و ليس إلى جانب ميليشيا مسلحة.
لكن حماس التي هي جزء من الإخوان المسلمين ، قدمت تنازلات لتشكيل اللجنة، منها تسليم سلاح أفرادها إلى دولة عربية، الاعتراف بالاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير، دون الاعتراف بشرعيتها، أن تكون جزءا من اللجنة، و الإفراج عن أموالها المجمدة في السودان، و قطر، مع ضمانات دولية لخروج قادتها، إضافة إلى الإيعاز إلى عناصرها بغزة و الضفة و القدس بإلقاء السلاح، و عدم مقاومة الاحتلال، و التحول لحزب سياسي.
و هذا يتطلب تفصيلا لكل بند، أولها إن تسليم السلاح لدولة عربية و ليس للسلطة ينم عن مخاوف بالحركة أن يفعل بها كما فعل بحركة فتح، من قتل، و الاستيلاء على عقاراتهم و أموالهم ، كما فعلتها إبان الأحداث الدامية عام ٢٠٠٧.
كما أن إلقاء سلاحها يعني أن ليس لديها أي استراتيجية للمقاومة.
أما البند الثاني و هو اعتراف حماس بالاتفاقات الموقعة مع المنظمة الممثل الشرعي و الوحيد، للفلسطينيين، دون الاعتراف بها، فيعني بالدليل أنها ( حماس ) تحاول أن تكون بديلا عن السلطة و تسعى لتشكيل كيان مواز للمنظمة المعترف بها دوليا.
و أما البند الثالث أن تكون جزءا من اللجنة المجتمعية لإدارة غزة، فهذا يؤكد أن حماس تسعى إلى السلطة، و حكم غزة مجددا، و الذي يرفضه الغزيون جملة و تفصيلا، و يعتبرون وجود ثأر بين الغالبية العظمى مع الحركة، علاوة على أن حماس انكشف زيف شعاراتها بأنها حركة مقاومة بقدر ما تبحث عن وجودها.
و مطالبة ضمانات دولية لخروج قادة الحركة و عائلاتهم من غزة لا يمكن أن تعطى أي ضمانات لميليشيا مسلحة غير معترف أصلا من العالم، و يعيد إلى الذاكرة هروب قيادات من الإخوان المسلمين في عهد السادات و مبارك، و يؤكد أسباب إعدام قيادات أخرى مثل قطب و غيره، بعدما نهبوا و خربوا.
لكن البند الأخير ، و هو الإيعاز إلى أفرادها بإلقاء السلاح و عدم مقاومة المحتل كما سربتها وسائل إعلامية غربية، يؤكد بالدليل الدامغ أن حماس أسست لمواجهة منظمة التحرير، و ليس مقاومة المحتل.
و هنا أستذكر أقوالا للدكتور الزهار في عام ٢٠٠٩ أكد فيها أن حماس لا تحارب إسرائيل بقدر ما تحارب فتح و السلطة، معتبرا أنهم خونة، كما أن مؤسسها الشيخ أحمد ياسين قالها صراحة في الثمانينيات، و في محكمته:” نحن نحمل السلاح لمواجهة فتح و منظمة التحرير، و ليس ضد إسرائيل”، و كان وقتها قد زوده الحاكم العسكري بخمس بنادق حديثة ، يدعى” أبو صبري”، بحسب كتاب ” حماس و أسباب نشأتها”.
و لا يمكن لحماس أن تبتعد عن إيران و تنسلخ عن جماعة الإخوان، لأن هناك في ميثاق الإخوان السري ما يسمى ( التقية )، بمعنى المثل الدارج ( تمسكن حتى تتمكن)، كما أن التقية موجودة لدى شيعة إيران
إن حماس تخشى من محاسبة قيادتها من قبل السلطة الفلسطينية على جرائمها بحق الغزيين خلال السنوات 16 العجاف، و على السلطة الفلسطينية الآن أكثر من أي وقت مضى ملاحقة قادة حماس الفارين للخارج، و قيادات الخارج قانونيا، و محاسبتهم على الظلم و الفساد، و إطلاق آيقونة إلكترونية لتقديم شكاوى ضد الحركة على معاناتنا، و آلامنا خلال حكمهم لغزة.