الغزيون معاناة لا تنتهي.. و حياة بؤس فرضها الاحتلال

غزة – رامي فرج الله –

الحياة في مراكز الإيواء و مخيمات النزوح ، تختلف عما كانت قبل الحرب الإسرائيلية.

ارتأت صحيفة البلاغ الدولية تسليط الضوء على حياة النازحين ، لاسيما الأطفال و النساء في ظل العدوان المتواصل.

مهند بلاطة، طفل في العاشرة من عمره، تحدث بكل طلاقة ، عن حياته و إخوته في مخيم النزوح، قائلا:” الاحتلال سلب مني طفولتي، كل شئ جميل”، مضيفا :” حرمني من التعليم، حيث كنت أطمح أن أكون مدرسا عندما أكبر”، مشيرا إلى أن الحرب حالت دون ذلك، مؤكدا أنها قتلت أحلامه.

و يتابع بصوت خانق تكاد تخرج من حنجرته:” نزحنا من غزة إلى رفح ، و من ثم إلى النصيرات”، قائلا:” خرجنا من بيتنا بملابسنا فقط، و لم نأخذ أي شئ معنا”، مؤكدا أنه و أسرته نجوا بأعجوبة.

و يضيف:” ليلة المنخفض الجوي، هطلت الأمطار علينا، و دخلت خيمتنا، و غرقنا”، مشيرا إلى أن الخيمة متهالكة، و لا تقي من الأمطار، واصفا تلك الليلة ( بالرعب).

أما أم محمد طوطح فتحدثت عن آلام الحرمان من الحياة الرغدة، مبينة:” لدي ثلاثة أطفال ، مرضوا في ظل هذه الحرب علينا، و معي تقارير طبية تثبت ذلك”، مضيفة أن زوجها أصيب بالضغط و السكري بعد سماع نبأ استشهاد أخيه في شمال غزة.

و أوضحت أن الحياة في الخيام تفتقر إلى أدنى مقومات الصمود، مؤكدة وجود معاناة في الحصول على ماء الشرب، و الطعام، و النوم المريح، مشيرة إلى أحد أطفالها أصيب بفقر الدم بسبب سوء التغذية، و كادت تفقد ليلة المنخفض الجوي بالأمس أحد أبنائها بسبب البرودة القارسة.

و أما الطفلة رماس أبو علي، نزحت مع أهلها من الشجاعية، فعبرت عن مأساتها بطريقتها، حيث تبلغ من العمر ١٦ عاما، قائلة:” فش عندنا فراش و لا حرامات كفاية، تحمينا من البرد”، ملفتة إلى :” نمت الليلة على الأرض، و المطر بينزل علينا و بيدخل خيمتنا؛ مقدرناش نصمد، و البرد قتلنا”.

و قالت:” خيمتنا ممزقة، ملابسي أعطونياها أهل الخير، مساعدات فش”، مضيفة:” انحرمت من الدراسة، و من طفولتي أعيشها زي أطفال العالم”، متابعة:” العالم كله بيحتفل بالعام الجديد، و احنا بنعيش حياة بؤس، بسبب الحرب على غزة”.

و لفتت الطفلة ريماس إلى أنها تحلم في العيش مثل أطفال العالم بسلام، و دون حروب، قائلة:” بكفينا.. تعبنا، بدي أعيش، و أحلم”.

الطفل رفيق رمزي الزويد، يبلغ من العمر ١٢ عاما، كان يشعل نارا للتدفئة من شدة برودة الطقس، حيث حل على غزة فصل الشتاء.

الطفل رفيق، تحدث بحرقة عن مآسي النزوح، فقال:” نزحنا من غزة ، ما أخدنا اشي معنا، أولاد ااحلال أعطونا خيمة ، لكنها ممزقة، بتحميناش من المطر و البرد”، لافتا:” تعبت لما لقيت حطب أشعل النار عشان أدفأ من البرد؛ الليلة كنت سأموت من شدة البرودة، لولا أبي أخذني على المستشفى و أعطوني محلول، و وصف الأطباء حالتي بأني كنت سأتجمد”.

الطفل مهند رمزي الزويد، بين ” للبلاغ الدولية” أن حياته في الخيمة لا تطاق، لأنه محروم من كل شئ.

يقول مهند :” كنت ألعب مع أصدقائي، و أذهب إلى المدرسة، و اليوم ضاعت طفولتي”، منوها إلى أنه من الأوائل في مدرسته.

و أكد أن الوضع تغير في عدوان الاحتلال على غزة، قائلا:” أصبحت مثل غيري من الأطفاا الذين نزحوا أقف على التكية للحصول على الطعام، ساعات طويلة ، و أحيانا لا أحصل عليه”، مضيفا:” حتى الحصول على ماء الشرب به صعوبة”، مبينا أن أهل الخير أحيانا يتبرعون إما بملابس تقيهم برد ااشتاء، و إما بمياه صالحة للشرب.

بدورها ، أم ماريا وشاح أوضحت لمراسلنا أنها تعيش مع ابنتها الوحيدة، بعد استشهاد زوجها على صلاح الدين بحثا عن مساعدات، أو طعام، منوهة إلى أنها أنجبت ماريا بعد 12 سنة، مبينة أنها ليلة المنخفض الجوي غرقت خيمتها فذهبت إلى جيرانها لتحمي ابنتها، مشيرة إلى أن الخيمة متهالكة.

و قالت:” ليس لدينا ملابس سوى تبرعات من الناس المقيمين في مخيم النصيرات، حتى أحذيتنا ممزقة”، مؤكدة أنها بين الحين و الآخر تستغيث بجيرانها من أجل توفير لقمة العيش، مشددة على أنها كانت بنت عز و أصبحت ذليلة بسبب الحرب.

أم فتحي شقورة، وهي حامل في شهرها الثامن، قالت:” أنا حامل في شهري، و ليس لدي ملابس أستقبل بها طفلي، و أعاني في توفير مياه الشرب لأطفالي الثلاثة”، و لفتت إلى أن أحد أطفالها مصاب بطفح جلدي بسبب البرد كما أكد لها الطبيب في عيادة الأونروا.

و قالت:” لا نرى أي مساعدات إنسانية، و نحن نازحون من غزة”، مناشدة أهل الخير بتوفير خيمة متماسكة تقيهم البرد.

وفق إحصائية الصحة بغزة، ٨ أطفال ماتوا متجمدين من البرد، و عدد الشهداء الأطفال بلغ ١٥ ألف شهيد.

و إلى متى يبقى الحال على ماهو..فمخيمات النازحين مليئة بالقصص الإنسانية، أطفال يتجمدون ، و جوع و حرمان، و مازالت العدوان متواصلا على غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى