مقال الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عبدالمجيد الشوادفي المنشور بجريدة الأهرام

التوازن والتفاهم ثوابت السياسة المصرية

إن ما يؤدى إلى تحقيق نوع من عدم التعارض بين أولويات الحياة الخاصة وأولويات المهام الوظيفية يصل به المسئول إلى نمط حياة خال من التدخل بين الحياتين يُسمَّى «توازنا»، وقد استخدم لأول مرة فى المملكة المتحدة والولايات المتحدة أواخر السبعينيات والثمانينيات بطريقة لا تجعل معيار الاهتمام والأداء يُرجح كفة جانب على آخر.
-كما أن التوصل إلى اتفاق حول أمر مُعيَّن وعلى صيغة واضحة بشأن قضية «ما» بأسلوب أو طريقة يتم استخدامها فى التعامل بين طرفين أو عدة أطراف فى شىء واحد يُسمَّى «تفاهما» يؤدى للقبول بسلوك وأفعال شخص مُحدَّد أو شركة أو كيان على اختلاف توجهات كل منهم اقتصادية أو سياسية أو غيرها، وتقبُل تصرفاته ومبرراته أو الحُجَجْ التى يسوقها لدعم موقفه. وعلى ضوء ذلك فإن «التوازن والتفاهم» فى التعامل مع الأحداث المتلاحقة ومتابعة الأوضاع الإقليمية والدولية هما ثوابت السياسة الإستراتيجية للرئيس عبدالفتاح السيسى فى مواجهة التحديات محليا وإقليميا ودوليا، على حد سواء، وفى مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، والسياسية، وهى السِمَة الواضحة لنتائج متابعاته وزياراته الدولية المتتالية لدول المحيط العربى والإفريقى والأوروبى، ولقاءاته مع زعمائها ورؤسائها والتباحث معهم فى كافة القضايا المشتركة بين مصر ودولهم وتدعيم العلاقات الثنائية، وتوقيع إعلانات الشراكة الإستراتيجية والاتفاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يُحقق المنفعة العامة لدولهم ومواطنيهم.. وكان من أبرز ما ذُكر خلال الشهور الثلاثة الماضية: أولا زيارة «مانفيد فييبر» رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبى، والتى تمثل أكبر مجموعة سياسية بالبرلمان الأوروبى، ومقابلته الرئيس السيسى، لتأكيد عُمْق العلاقات المصرية مع أوروبا، والتى تكللت بالشراكة الإستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبى.
ثانيا ــ أثناء زيارة الرئيس الجزائرى مصر، وقع مع الرئيس السيسى اتفاق تعزيز العلاقات بين البلدين، وتطابق الرؤى فى مختلف القضايا.
ثالثا ــ المباحثات التى أجراها رئيس الجابون مع الرئيس حول فرص التعاون فى مجالات التجارة والاستثمار وتكثيف علاقات القطاع الخاص فى الدولتين، وأسفرت عن الاتفاق على أولوية تنفيذ مشروعات البنية التحتية فى الجابون، وجهود البلدين لإرساء الأمن والاستقرار فى محيطهما الإقليمى.
رابعا ــ افتتاح الرئيس جلسات المنتدى الحضرى العالمى فى نسخته الثانية عشرة بالقاهرة بمشاركة الرئيس الفلسطينى ورئيس مجلس السيادة السودانى، ورئيس مجلس القيادة الرئاسى اليمنى، والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات الشعبية، وممثلى وفود «181» دولة، وإعلان إطلاق الإستراتيجية الوطنية للمدن الذكية والإستراتيجية الوطنية للتحضر الأخضر.
-خامسا ــ استقبال الرئيس بالقاهرة ملك الأردن، وتلقيه اتصالا هاتفيا من ملك البحرين، وإعلانهم الرفض المطلق لمخططات تهجير الفلسطينيين، ومحاولات القضاء على حل الدولتين، والتحذير من خطورة الصراع فى منطقة الشرق الأوسط.
سادسا ــ جولة الرئيس الأوروبية التى استمرت على مدى 7 أيام فى زيارة إلى مملكة الدنمارك، ومملكة النرويج، وجمهورية أيرلندا، وجرت المباحثات بين كل منهم والرئيس السيسى، حول القضايا المشتركة ودعم العلاقات والاتفاقات الثنائية، والشراكة مع دولهم.
سابعا ــ وكان ختام العام الحالى، استضافة مصر اجتماعات الدورة الحادية عشرة لقمة منظمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى، برئاسة الرئيس، وضمت رؤساء وزعماء إندونيسيا وإيران وباكستان وتركيا وماليزيا ونيجيريا وبنجلاديش، وأسفرت نتائجها عن تعزيز الجهود لتحقيق التنمية الشاملة والقضاء على الفقر، وتخطيط وتنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة بين دول المنظمة فى مختلف المجالات والقطاعات، خاصة الأمن الغذائى، وتأكيد التضامن لمواجهة التحديات العالمية.
-وفى إطار ما سبق، يبقى التساؤل.. هل يتمكن قادة العالم من توحيد جهودهم للقضاء على مُسببات النزاع فى دولهم، التى تؤدى إلى إشعال الحروب وتدمير مقومات بلادهم ونزيف دماء أبنائهم.. أم سيبقى الحال على ما هو عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى