الأحد يوم الفساد العالمي..وتجارب ايطاليا الفريدة!

روما- رفعت النجار
يصادف الأحد التاسع من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لمكافحة الفساد، وهو فرصة للفت الانتباه إلى الفساد في العالم.
ولعل ايطاليا من أكبر الدول الإوربية التي عانت من الفساد في تاريخها، وخصوصا في مجال السياسة، حتى قام القاضي الشهير
انطونيو دي بييترو بزلزال قضائي بإسم حملة الأيادي النظيفة، أسقط به حقبة كاملة من سيطرة الفساد، سميت بالجمهورية الايطالية الأولى، وكان أكبر رموزها من السياسيين كراكسي وجوليو اندرييتي، وقامت على انقاضها جمهورية ثانية بزعامات سياسية جديدة برز بينهم سيلفيو بيرلوسكوني بحزب جديد هو فورصا ايطاليا، ونافسه رومانو برودي زعيما جديدا لليسار.
وشارك القاضي دي بييترو نفسه بعد نجاح حملته ضد فساد السياسيين القدامى في الانتخابات العامة، ونجح على رأس حزب جديد. لكن قوى الفساد العميقة اسقطته وسحبت الثقة منه في الانتخابات الثانية بدرجة ابعدته نهائيا عن السياسة حتى الآن.
وقيل خلال حملته إن الزعيم الإشتراكي كراكسي عندما كان رئيسا للوزراء، ابرم اتفاقية لبناء سفن للصومال، بمنحة مالية ايطاليةضخمة فدرت بملايين الدولارات، وكلف إبنا له بذلك، وقبض هو ابنه
المبالغ بالفعل، لكن لم ينتجوا السفن الموعودة أبدا، ولهذا نفي كراكسي نفسه في تونس تحاشيا للمحاكمة حتى مات هناك. ويقول المراقبون الايطاليون إن الفساد ظاهرة اجتماعية لها عواقب سياسية واقتصادية تؤثر على كافة الدول ويحرم المواطنين من حقوقهم الأساسية، ويبطئ التنمية الاقتصادية، ويقوض المؤسسات وسيادة القانون.
وفي 31 أكتوبر 2003، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، رداً على تنامي ظاهرة الفساد والتهديد الذي يشكله
ضد الاستقرار والأمن، اعتماد اتفاقية أممية لمكافحة الفساد
(اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد). وتمثل الاتفاقية، التي دخلت حيز التنفيذ في ديسمبر 2005، إحدى الأمثلة في محاربة الفساد، ومن أكثر الأدوات ابتكارا كأول أداة قانونية ملزمة في مكافحة الفساد: إذ تهدف إلى تعزيز نهج عالمي ومتعدد القطاعات لمنع ومكافحة هذه الظاهرة، مع الأخذ في الاعتبار أيضًا البعد العابر للحدود الوطنية؛ وتنص على تدابير وقائية وتجريم الأشكال الرئيسية للفساد.
وفيما أنشأت ايطاليا هيئة خاصة لمحاربة الفساد، يقول مؤشر مدركات الفساد عام 2016 إن ايطاليا تحتل المركز الواحد والستين بين مئة واربعة وسبعين بلدا في قائمة الفساد. ويكلفها الفساد ستين مليار يورو سنويا على حساب شعبها، بنسبة أربعة في المئة من الناتج الوطني العام.
وفي يوم مكافحة الفساد يجري حوار سياسي حول مكافحة الفساد، يشارك فيه نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاجاني ووزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي.ووزير العدل كارلو نورديو والأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان عبر رابط فيديو.
ويتزامن اليوم مع اعتقال قوات الكارابينييري في بافيا، رئيس بلدية فيجيفانو، أندريا شيفا، تنفيذاً لقرار احتجاز مؤقت، وشملت عمليات الاعتقال أيضاً عضوة في المجلس البلدي وثلاثة مسؤولين من شركة “أيه اس أم” (التي تسيطر عليها البلدية)، وذلك بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإدارة العامة. كما شملت عمليات التفتيش التي نفذتها السلطات منازل سياسي محلي، ونائب سابق في البرلمان الأوروبي، بالإضافة إلى مقاول في قطاع البناء. وكل ذلك بشبهة الفساد على اختلاف أشكاله.