الأموال التي يرسلها الأقارب إلى أوطانهم حيوية للأسر في أفريقيا

روما- رفعت النجار

 

تظهر دراسة حالة جديدة أجراها الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أن تمويل واستثمار المغتربين يؤديان دورا أساسيا في مساعدة السكان الضعفاء على التكيف مع تغير المناخ

فبينما يجتمع خبراء المناخ في الرياض بالمملكة العربية السعودية لحضور قمة المناخ العالمية الأخيرة لعام 2024، نشر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة (الصندوق) اليوم تقريرين جديدين يسلطان الضوء على الدور التحويلي للتحويلات المالية، وهي الأموال التي يرسلها العمال المهاجرون إلى أوطانهم.

وقال Pedro de Vasconcelos، مدير مرفق تمويل التحويلات في الصندوق، خلال إطلاق التقريرين اللذين أعدهما الصندوق بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: “هذه الأموال ليست مجرد عملية إرسال مال إلى الوطن. فالأسر المهاجرة تستخدم التحويلات المالية لتحسين الأمن الغذائي، وتنويع الدخل، واعتماد ممارسات زراعية مستدامة مثل المحاصيل المقاومة للجفاف والحراجة الزراعية.”

ويبين التقريران – “التحويلات المالية للمهاجرين وتمويل الشتات من أجل القدرة على الصمود في وجه المناخ” و”التحويلات المالية من أجل التكيف مع تغير المناخ في مالي” – أن التحويلات المالية هي تدفق مالي حيوي يمكّن المجتمعات المحلية الريفية من مواجهة الصدمات مثل الجفاف، وموجات الحر والفيضانات. وتوفر أيضا التحويلات المالية للأسر الزراعية الفقيرة الأمن المالي لاعتماد استراتيجيات طويلة الأمد مثل التسميد الطبيعي للتربة، ومكافحة الآفات، والاستثمار في التقنيات الزراعية الذكية مناخيا. وأظهرت دراسة الصندوق أن الأسر المعيشية التي تتلقى تحويلات مالية تستثمر في الأنشطة والمنتجات القادرة على الصمود في وجه المناخ أكثر مما تستثمر العائلات التي لا تتلقى تحويلات.

ومع ذلك، يتطلب التكيف مع تغير المناخ موارد إضافية ودعما أوسع نطاقا، بحسب التقريرين. ويكرر الصندوق الدعوة التي وجهت خلال مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في دبي لتلبية احتياجات البلدان الأفريقية في مجال التكيف مع تغير المناخ والتي تقدّر بـ 400 مليار دولار أمريكي سنويا بحلول عام 2030، ويحث القادة على بذل جهود متضافرة لمواصلة تقييم أثر استثمارات المغتربين على القدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.

وأضاف de Vasconcelos: “يُعد جمع البيانات وتقييمات الأثر أمرا ضروريا لتوسيع نطاق النُهج الناجحة، مع ضمان مساهمة التحويلات المالية واستثمارات المغتربين بشكل كامل في سد فجوة تمويل التكيف في أفريقيا جنوب الصحراء. ومن خلال الحلول المبتكرة والجهود المنسقة، يمكن للتحويلات المالية واستثمارات المغتربين أن تساعد في حماية مستقبل الملايين في جميع أنحاء المنطقة. وهي تنطوي على إمكانات هائلة لدفع جهود التكيف في المجتمعات المحلية الضعيفة في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى