بقلم د.سعيد شوارب
مجمع اللغة العربية
يقُولُونَ تُبْ عنْ ذِكْرِ لَيْلَى وعَهْدِهَا وَحَسْبُكَ مَا يَغْشَاكَ مِنِ ليْلِهَا الْجَمْرِى
وَمَا أمْرُ ليْلَى فى يَدِى، بَلْ تَجِيئُنِى فَأنْشَقُّ مِثْلَ النَّخْـلِ ، يَنْشَقُّ لِلـتّـَمْــرِ
فإنَّ بهَا قلْبى،وكَرْبِى ، وزَهْـوَتِى كمَا زَهْـوَةُ الأصْدَافِ فى قلْبِهَا الـدُّرّىِ
وإنِّى بِلا ” ليْلَى” زُهُورٌ بِلا نَدَى جَنِيـنٌ رَمَاهُ السَّهْـمُ فِى حَبْلِهِ السُّـرِّى
وإنِّى بِـلا ليْـلاىَ فَـرْخٌ مُـفَــزَّعٌ مَضَـتْ أُمُّـهُ ، يَغْـتَالُهُ هَـاجِسُ النَّسْــرِ
فإنْ بَعُـدَتْ عَنِّى، كَأنَّ مَخَالِـبًــا تَخَطَّـفُ قَلْـبى فى سِـبَــاعٍ مِنَ الطَّيْـرِ
إذَا قِيلَ : ليْلَى فَجْأةً ، قُلْتَ نَوْرَسٌ تَغُوصُ بِهِ الْأقْـدارُ فِى لُـجَّةِ الْبَحْــرِ
فَتَحْتَلُّنِى وَهْىَ الْـبعِـيـدةُ عَنْ يَدِى فَأجْرِى إلَيْهَا، ثُمَّ أجْرِى، فُـلَا أَجْرِى
إذَا حَضَرَتْنِى صِرْتُ شيئا يُزيحُنى كمَا انْزَاحَ غيْمٌ،ذابَ فى حضرة البَدْرِ
فتسْطعُ فى رُوحِى،وتُشْرِقُ فِى دَمِى خَرَائِطَ خُضْرًا تنْتَهِى حَيْثُ لاأَدْرِى
خَلَعْتُ لَهَا نَعْلَىَّ، وَاشْتَقْـتُ وَادِيًـا فُؤَادِى ودَمْعِى فِـيهِ ، يَـا لَيْلَة الْـقـَدْرِ
فَأَفْضَتْ إلَى رُوحِى بِأسْرَارِ دَرْبِهَا فَـأَكْنَنْتُهَا عِنْـدِى بِأعْـلَى مِنَ الْجَهْــرِ
فمَنْ صَارَ فِيهَـا، صارَ نَجْمًا بلا مَدًى ومَنْ حَادَ عنْهَا،صارَ جُبّا بِلَا قَعْرِ
يَقُولُونَ مَكْسُورُ الحَنَايَـا، مُعَـذَّبٌ فقلـتُ لَهُـمْ ، لمْ تَعْـرِفُـوا لَــذةَ الْكَسْـرِ
ألا إنَّهَا بُسْتَـانُ رُوحِى، وَظِـلُّهَـا مَتَى تَابَ عُصْفُورٌعَنِ الشَّجَرِالْخُضْرِ
عَشِقْتُ لَهَا سِـرَّا، فَأوْدَعْتُهُ دَمِى فَحَاصَرَنِى عُمرًا، كَمَا أَوْدَعَـتْ سِـرِّى
أسِـيـرٌ وَمَأْسُـورٌ، كِلَانَـا بـِقَـيْـدِهِ طَلِيقٌ ، أدَارَتْ رَأسَـهُ نـشْـوَةُ الأسْــرِ .
د. سعيد شوارب