“حزب الله” أرسى تثبيت قوته العسكرية

من موقع المُستهدَف بضربات إستخباراتية وقيادية، انتقل “حزب الله“، يوم الأحد، وبشكل فوري، إلى موقع المُهاجم والمبادر، معلناً بدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية ضد إسرائيل رداً على مجزرتي “اللاسلكي” و “البيجر” وصولاً إلى الانتقام لاغتيال قادة قوة “الرضوان” في الضاحية الجنوبية
في بادئ الأمر، أراد “حزب الله” إدخال معادلة حيفا ومنشآت شركة “رافائيل” للصناعات العسكرية وقاعدة ومطار رامات ديفيد إلى المعركة العسكرية، وذلك في إشارة منه إلى أمرين أساسيين: الأول وهو أن حدود الإشتباك انهارت بعدما أرادت إسرائيل ذلك، في حين أن الأمر الثاني يتصلُ بنية “حزب الله” إثبات عكس كل ما قيلَ عنه خلال اليومين الماضيين وتأكيد أن قدراته العسكرية ما زالت متماسكة.
إذاً، يتضح أن “حزب الله” قرّر الانتقال إلى الخطّة “ب” في العمل العسكري، وتقول معلومات “لبنان24” إن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله أبلغ قادة الحزب عبر قنوات خاصة برسالة واحدة وهي أن “التراجع ممنوع نهائياً، في حين أن الهجمات ستزداد للحفاظ على معادلة أساسية عنوانها منع عودة الإسرائيليين إلى مستوطنات الشمال وإدخال حيفا في معادلة الانكسار الإسرائيلية إلى حين قيام إسرائيل بوقف حربها على غزة.
خلال الساعات الماضية، ثبّت “حزب الله” معادلة قوة واضحة تتمثل بإطلاق صواريخ متوسطة المدى نسبياً، بالإضافة إلى تأمين غطاء ناريّ لضربته التي سددها باتجاه العمق الإسرائيلي. السؤال الأساس: لماذا اختار “حزب الله” استهداف حيفا؟ هنا، الإجابة بديهية لأن نصرالله أراد تثبيت معادلة مدينة مقابل مدينة، وبالتالي أصبحت حيفا التي كانت تنعم بهدوء منذ عام 2006، تحت مرمى صواريخ الحزب منذ الآن وصاعداً، ما يضع كافة منطقة شمال إسرائيل من البحر إلى الجولان في مأزقٍ كبير.
ما فعله “حزب الله” أرسى تثبيت قوته العسكرية، كما أراد مما حصل القول إنه لم يتأثر ميدانياً على رغم الضربات التي طالته. أيضاً، ما يظهر، بحسب مصادر معنية بالشأن العسكري، هو أن الحزب اختار صواريخ جديدة كـ “فادي 1” و “فادي 2” للإشارة إلى أنّ مرحلة الصواريخ العادية قد باتت من الماضي، فيما الرسالة الأقسى هنا ترتبط بما قد تشهده إسرائيل من خسائر إن لجأ الحزب لاستخدام صواريخه الأعنف والأقسى.