ارتباك كبير داخل الاحتلال بعد التراجع عن الهدنه

بيان إسرائيلي مفاجئ عن “هدنة تكتيكية” بغزة، تبين بعد وقت قصير، أن قيادات الحكومة، لا تعلم عنها شيئا، ما أحدث ارتباكا كبيرا.
هذا بالتحديد ما يحدث في إسرائيل، اليوم الأحد، إذ أثار إعلان الجيش الإسرائيلي عن “تعليق تكتيكي للأنشطة العسكرية” بشارع في جنوب قطاع غزة، جدلا صاخبا في الأوساط الحكومي
البداية كانت عند المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الذي قال في تغريدة على منصة “إكس”: “اعتبارًا من يوم أمس، وبشكل يومي بين الثامنة صباحًا (08:00) وحتى السابعة مساء (19:00) بالتوقيت المحلي، سيتم تعليق الأنشطة العسكرية بشكل تكتيكي وذلك لأغراض إنسانية”.
وحدد أدرعي مناطق هذا التوقف التكتيكي، “في الطريق الواصل من كرم شالوم (كرم أبو سالم) إلى شارع صلاح الدين وشماله”.
وتابع أن الخطوة جاءت “في إطار الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش الإسرائيلي ووحدة تنسيق أعمال الحكومة، لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة، وبعد مناقشات جرت مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية”.
وسبق أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن خطوات مشابهة في مناطق متعددة بقطاع غزة، ولكن لساعات قليلة فقط.
وما أثار كثير من الجدل في إسرائيل، هو أن الإعلان عن التوقف التكتيكي للعمليات العسكرية في جنوب غزة، جاء بعد إعلانات متتالية عن مقتل 11 جنديا إسرائيليا خلال الساعات الماضية، في رفح على وجه الخصوص.
في هذا السياق، أثارت الخطوة جدلا صاخبا في إسرائيل، دفع الجيش الإسرائيلي لإصدار توضيح قال فيه: “يوضح الجيش الإسرائيلي أنه لا يوجد وقفًا للقتال في جنوب قطاع غزة، وأن القتال في رفح مستمر”.
وأضاف “كما لا يوجد تغيير في إدخال البضائع إلى قطاع غزة.. الطريق الذي تمر من خلاله البضائع سيكون مفتوحًا خلال ساعات النهار بالتعاون مع منظمات دولية، وذلك لتمرير المساعدات الإنسانية فقط”.
فور صدور البيان، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “وزير الدفاع يوآف غالانت، لم يكن على علم مسبق بنية الجيش الإسرائيلي إجراء تعليق تكتيكي على طول المحور الإنساني في رفح، ولم يوافق على هذه الخطوة”.
وأضافت: “انتقد من حول غالانت توقيت الإعلان، والآن سيُطلب منه الموافقة على الخطوة”.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن “مثل هذه التوقفات التكتيكية ليست غير عادية، لكنها هذه المرة تستغرق عددًا كبيرًا نسبيًا من الساعات”.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية، إنه “في أعقاب نشر التقارير عن التوقف التكتيكي للعمليات العسكرية، توجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى سكرتيره العسكري، وأوضح أن الخطوة غير مقبولة بالنسبة له”.
وأضافت “بعد التوضيح، تم إبلاغ رئيس الوزراء بأنه لا يوجد تغيير في سياسة الجيش الإسرائيلي، وأن القتال في رفح مستمر كما هو مخطط له”.
لكن الرد كان أكثر صخبا من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي قال في تعليق على منصة “إكس”، إن من قرر “التعليق التكتيكي، خاصة في وقت يتساقط فيه خيرة جنودنا في المعركة، هو شرير وأحمق لا ينبغي أن يستمر في منصبه”.
وأضاف “وللأسف، لم يتم عرض هذه الخطوة على مجلس الوزراء، وهي تتعارض مع قراراته”، متابعا “لقد حان الوقت للتوقف عن النهج المجنون والمتوهم الذي لا يجلب لنا إلا المزيد من القتلى والجرحى”.
أما وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، فقال في بيان: “الطريقة التي تتم بها إدارة الجهود الإنسانية في قطاع غزة، والتي في إطارها يذهب جزء كبير من المساعدات، إلى حماس ويساعدها على مواصلة السيطرة المدنية على القطاع، كانت سيئة في الأشهر القليلة الماضية”.
ووجه أصابع الاتهام إلى رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، ووزير الدفاع غالانت في قرار “التعليق التكتيكي”، داعيا إلى احتلال قطاع غزة وفرض حكومة عسكرية إسرائيلية فيه.
سموتريتش قال أيضا، “رئيس الأركان ووزير الدفاع يرفضان بشدة منذ 6 أشهر الطريقة الوحيدة التي ستسمح بالنصر، وهي احتلال القطاع وإقامة حكومة عسكرية مؤقتة هناك حتى القضاء التام على حماس، وللأسف رئيس الوزراء نتنياهو إما غير راغب أو غير قادر على فرض ذلك عليهما