وزير الخارجية الصيني: وقعنا وثائق للتعاون مع 22 دولة عربية لبناء “الحزام والطريق”

كتبت/نوراخلف

أكد وزير الخارجية الصيني “وانج ويي” علي أن الاجتماع الوزاري العاشر للمنتدي العربي الصيني سيكون عنوانه بذل كل الجهود لبناء المجتمع الصيني العربي. مضيفا”فنحن نري بكل ارتياح أنه منذ القمة الصينية العربية الأولى وبفضل قيادة الرئيس “شي جين بينج” وقادة الدول العربية، حقق بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك تقدمات ملحوظة، ودخلت العلاقات الصينية العربية إلى أفضل مراحلها في التاريخ.
حيث نعمل على التفعيل الكامل للدور القيادي للدبلوماسية على مستوى القمة، مما جعل الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية أكثر عمقا. إذ يواصل الجانبان الصيني والعربي توسيع الشراكات الرفيعة المستوى، مثل الدعم الثابت للمصالح الهامة فقد ارتفع عدد الدول العربية التي أقامت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الصين إلى 14 دولة، وأصبح العالم العربي من المناطق التي لها النسبة الأعلى من عدد الشركاء الاستراتيجيين للصين.

وأضاف “وانج يي” اننا نعمل على تنفيذ مخرجات القمة الصينية العربية الأولى، مما جعل التعاون العملي بين الصين والدول العربية أكثر عمليا. فقد أدرجت الصين 30 مشروعا عربيا في قائمة المشاريع في إطار مبادرة التنمية العالمية، ونفذت وبحثت مع الدول العربية 45 مشروعا عربيا بمنحة صينية في مجال التعاون الإنمائي، ووقعت مع جميع الدول العربية الـ22 على وثائق التعاون لبناء “الحزام والطريق”، ونفذت معاملة إعفاء التعريفة الجمركية على 98% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة من الدول العربية الأقل نموا، وقامت بتدريب أكثر من 3400 كفء متخصص في شتى المجالات. وتحقق “الأعمال الثمانية المشتركة” للتعاون العملي الصيني العربي حاليا نتائج مثمرة .
ومنهجنا هو العمل على التواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، مما جعل الروابط بين الشعب الصيني والشعوب العربية أكثر تقاربا.

مضيفا اليوم، نعرض في الاجتماع الوزاري بشكل خاص أعلام الدول العربية وعلم جامعة الدول العربية التي تم إرسالها إلى المحطة الفضائية الصينية. سنهديها إلى الجانب العربي بعد الاجتماع كالتذكار الخالد للصداقة الصينية العربية التي تتجاوز الزمان والمكان.
وأشار الوزير الصيني الي انه لابد من أن نطبق توافقات قادة الصين والدول العربية ومخرجات هذا الاجتماع على أرض الواقع، وتركيز جهودنا على المحاور الهامة الأربعة التالية:

أولا، ضرورة مواصلة تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة، وتبادل الدعم الثابت للمصالح الجوهرية للجانب الآخر. يثمن الجانب الصيني الدعم الثمين الذي قدمها الجانب العربي منذ زمن طويل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الصيني، وسنواصل دعمنا الثابت لجهود الجانب العربي للحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وكرامة أمته، وندعم الدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون لتحقيق التقوية الذاتية والاستقلالية، وإيجاد حل سياسي للقضايا الساخنة وإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

إن القضية الفلسطينية جوهر قضية الشرق الأوسط. سيواصل الجانب الصيني دعمه الثابت للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، لإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية في يوم مبكر، مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية. تدعم الصين بثبات حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ويتجاوب المجتمع الدولي مع هذه المبادرة على نطاق واسع. كما يحرص الجانب الصيني على تقديم مساهمات أكبر في دفع المصالحة الداخلية الفلسطينية، ويدعم عقد مؤتمر دولي للسلام بمشاركة أوسع ومصداقية أكبر وفعالية أكثر. إن الأوضاع الراهنة في قطاع غزة لا يجوز أن تستمر، وقد أصبح الوقف الفوري لإطلاق النار بدون أي شرط توافقا دوليا، والأولوية الأولى هي تحسين الأوضاع الإنسانية، ولا يجوز استمرار تجاهل أرواح المدنيين الأبرياء أو إلحاق الأضرار بها. سيواصل الجانب الصيني الوقوف بثبات إلى جانب الدول العربية وإلى جانب الحق والعدالة، والعمل على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر.

ثانيا، ضرورة تعميق التعاون العملي، والدفع بتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك على مستوى أعلى. يدعم الجانب الصيني الدول العربية لتسريع عملية التصنيع وبناء مزيد من مشاريع البنية التحتية المحورية، وتنفيذ مزيد من المشاريع الصغيرة والجميلة التي تخدم معيشة الشعب، ويحرص الجانب الصيني أن يكون شريك تعاون استراتيجيا طويل الأمد للجانب العربي في مجال الطاقة، وبناء مزيد من المشاريع الرائدة في هذا المجال، بما يشكل معادلة التعاون للتقدم المتوازي في مجال الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة. وسيواصل الجانب الصيني توسيع حجم التجارة مع الجانب العربي، بما يعود بالفوائد الناجمة عن تحرير وتسهيل التجارة على الشعب الصيني والشعوب العربية. كما يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على خلق قطب التنمية للقطاعات المتقدمة والحديثة والتعاون في بناء منظومة متكاملة للتعاون تدمج حلقات الإنتاج والدراسة والبحث والاستخدام، والاستفادة سويا من فرص التنمية الرقمية والشبكية والذكية. ويرحب الجانب الصيني بالدول العربية للاستثمار في الصين بشكل أنشط وأكبر حجما، وذلك يعني الاستثمار للمستقبل وسيتقاسم فائدة التنمية والنهضة الصينية. ويأمل الجانب الصيني في إجراء التعاون مع الدول العربية في مجالات الحوكمة والإدارة والصحة العامة والشباب والتربية والتعليم، بهدف ترسيخ الصداقة بين الشعب الصيني والشعوب العربية التي تتوارث جيلا بعد جيل.

ثالثا، ضرورة مواصلة تعزيز التنسيق الدولي، والعمل سويا على صيانة الاتجاه الصحيح للحوكمة العالمية. يحرص الجانب الصيني على تعزيز التواصل والتنسيق مع الجانب العربي في الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي وآلية البريكس ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من المنصات المتعددة الأطراف. والدعوة سويا إلى تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام وتطبيق تعددية الأطراف الحقيقية ورفض نزعة الهيمنة وسياسة القوة. والدعوة إلى والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع وتعزيز الازدهار التجاري وتسهيل الاستثمار وتنقل الأفراد وتطور التكنولوجيا، ورفض أحادية الجانب ونزعة الحمائية أيا كان شكلها.

رابعا، ضرورة مواصلة تعزيز بناء المنتدى، والإسهام في فتح أفق مشرق للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك. يصادف العام الجاري الذكرى الـ20 لتأسيس المنتدى. على مدار الـ20 سنة، كان بناء المنتدى يواكب العصر، وقدم مساهمة مهمة في تطوير العلاقات الصينية العربية، وأصبح “علامة ذهبية” للتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية، مما سجل صفحات رائعة من الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة لتعاون الجنوب-الجنوب. في وجه المسيرة الجديدة من بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، يحرص الجانب الصيني على العمل سويا مع الجانب العربي على تكريس روح الصداقة الصينية العربية، ومواصلة تثبيت الركائز الأساسية للمنتدى التي تتمحور حول تعزيز الحوار السياسي وتوسيع التعاون العملي وتعميق التواصل الحضاري وقيادة الحوكمة العالمية، وبناء منصة متميزة لخدمة بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، بما يخلق 20 سنة مقبلة أشرق للتعاون الجماعي بين الصين والدول العربية.
واشار وزير الخارجية الصيني للمثل العربي الذي يقول إن “خير القول ما صدقه الفعل”. ويؤكد الرئيس “شي جين بينج” دائما أن “الأفعال خير من الأقوال”. لذا علينا أن نتضامن بروح الفريق الواحد ونمضي قدما يدا بيد، ونكون ممارسين ومنفذين ونحن نسير على الطريق المستقيم لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، بغية تحويل الخطط إلى نتائج وترجمة الرؤية إلى واقع. لنعمل سويا بعد هذه الدورة للاجتماع الوزاري للمنتدى باعتبارها نقطة الانطلاق الجديدة على خلق مستقبل أجمل للعلاقات الصينية العربية بشكل مشترك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى