قبر السيدة زينب بنت علي والشيعة الاثني عشرية والبهرة

د.محمد بشير حداد
جرى احتفال قبل إيام بتجديد طائفة البهرة الإسماعيلية الهندية وبحضور من يسمى بسلطان البهرة لمقام السيدة زينب بنت علي رضوان الله عليها وعلى أبويها،
وذلك في احتفال كبير في مدينة القاهرة.
وهنا لا بد من تناول هذا الحدث والاحتفال بنقاط عدة
أولا:
معلوم عند المؤرخين أن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنهما رجعت الى المدينة المنورة وقضت بقية حياتها فيها وحين توفيت دفنت بالبقيع…
ولم تعد للشام، ولم تزر يقينا مصر يوما واحدا ولم ترى مصر.
ثانيا:
وفي مصر حتى عهد محمد علي باشا لم يكن هناك أي ذكر وحديث عن أن السيدة زينب دخلت مصر وماتت فيها وحدث في مطلع القرن العشرين الميلادي أن اخترع المقام اختراعا وشيد بجواره المسجد.
ومؤرخو مصر تحدثوا عن ذلك باندهاش وأكدوا أنه مقام مكذوب مصنوع.
ثالثا:
وأهل دمشق أيضا يعلمون أن القبر المزعوم للسيدة زينب في دمشق هو اخترع من مدة قريبة،
وأذكر في طفولتي أن والدي الفقيه العلامة الشيخ محمد عبد المحسن حداد بصحبة الفقيه العلامة الشيخ إبراهيم اليعقوبي رحمهما الله قاما بزيارة لذاك الموقع المزعوم أواخر الستينيات الميلادية وكنت معهما في تلك الزيارة الاستكشافية وتحدثا عن اختراع إيراني لهذا المقام برعاية حكومة شاه إيران حينها ضمن مخطط بعيد المدى يرمي لنشر التشيع في دمشق, واستدلا على ذلك بتجميل الموقع والإنفاق ببذخ لأموال إيرانية عليه وتوافد الإيرانيين الشيعة عليه, وبالفعل ها نحن أولاء نرى المخطط قد نفذ في دمشق وينفذ بسرعة في كل سورية المحتلة من قبل الإيرانيين والروس..
رابعا:
موضوع طائفة البهرة الإسماعيلية بهيكلها الديني الدعوي الطائفي والاقتصادي الإمبراطوري وظهوره على السطح في الوسط العربي الإسلامي منذ أوائل السبعينيات الميلادية من القرن العشرين فقد دعوا لعقد مؤتمر إسلامي كبير حاشد للعلماء والمفاتي لديهم في الهند، وحضره شيخ الأزهر حينها الشيخ عبد الحليم محمود رحمه الله مع وفد أزهري وممن حضره من سورية مفتي حلب حينها الشيخ محمد الحكيم رحمه الله ,وقد سمعته بعد عودته يتحدث عن المؤتمر وماقيه, وعن شكوكه في مرامي البهرة وعن مدى انتمائهم للإسلام..
وقد قامت مجلة العربي الكويتية وكانت المجلة الأكثر قراءة في الوطن العربي حينها بإجراء استطلاع صحفي شهري عن البهرة والمؤتمر، ومن خلالها التفت الجمهور في منطقتنا لهذه الطائفة يسمع بها ويحاولون التعرف عليها.
وفي عام 1976 قام عمي العالم الفقيه الشيخ أحمد مهدي حداد رحمه الله في القاهرة بزيارة للعلامة الفقيه الداعية للشيخ نجيب المطيعي رحمهما الله في مكتبته بالعباسية وكنت بصحبة عمي الشيخ أحمد في تلك الزيارة.
وتحدث لنا الشيخ نجيب المطيعي رحمه الله بإسهاب أولا عن اعتقاله زمن عبد الناصر ,ثم تناول موضوع استهداف مصر من الفاطميين البهرة ومن الشيعة الاثني عشرية لنشر التشيع في مصر والسيطرة عليها مستغلين لذلك الحب الرائع من الشعب المصري لآل البيت النبوي رضوان الله عليهم , ووجود بعض المقامات لآل البيت في مصر, وعن تنبه الرئيس المصري حينها أنور السادات لموضوع طائفة البهرة الذين أخذوا يتوافدون على مصر بأموال طائلة وتقدموا للحكومة المصرية بمشاريع ضخمة لتجديد كل الجوامع التي بنيت في القاهرة زمن الفاطميين أعظم تجديد وأروعه, ليعيدوا أمجاد الحكم العبيدي المسمى بالحكم الفاطمي لمصر،،.
فرفض الرئيس السادات ذلك، وسعوا أيضا لشراء العقارات المحيطة بتلك الجوامع وتنبهت مصر لذلك فصدرت الأوامر الرئاسية بمنع تملك أي من البهرة لأي عقار حول الجوامع الفاطمية في القاهرة ,وسمح لهم فقط بتجديد المقصورات المقامة على أضرحة آل البيت الحقيقية والمزعومة..
ومن حينها سكن بعض البهرة في مصر واستوطنوها ومنهم تجار كبار لقطع غيار السيارات، وحصل بعضهم على الجنسية المصرية.
وهم أثرياء جدا واستمروا في تلك المساعي في سورية والأردن.
والأغلب أن أصولهم تعود لبقايا العبيدين الذين سموا بالفاطميين -وهم من الطائفة الإسماعيلية الباطنية-حين حكموا مصر وبعد سقوط حكمهم على يد صلاح الدين هربت بقاياهم بالأموال الكبيرة والكنوز من مصر الى الهند، واوجدوا كيانا لهم يسمى بالبهرة وهم أثرياء مترفون ولهم سلطان يقودهم بتراتيب برتوكوليه وأبهة سلطانية، وهم طائفة منغلقة على ذاتها وفق تقاليد ومعتقدات الطائفة الإسماعيلية الباطنية وما تفرع عنها من فرق باطنية منغلقة، وتعتمد التقية وعدم إعطاء أسرارها إلا لمن بلغ منهم الأربعين من العمر.
ولا يصلون معنا الصلوات الخمس وقد رأيناهم في مكة المكرمة كذلك يفعلون
وتراهم يتقدمون للدول حين يزورها سلطانهم بطلب لقاءات رئاسية لسلطانهم مع الرؤساء والأمراء على أنه في مقام رئيس دولة.
وفي بعض دول الخليج يقوم الهنود من أتباعه بدء من المطار الى مقر إقامته باحتفالات بروتوكولية دبلوماسية كبيرة الى أن تنتهي زيارته.
بل يصل الأمر بطلب أن يحملوا له المقعدة الخاصة به في زياراته لمقر الملوك والأمراء ليجلس عليها حين اجتماعه بهم.
وحدثنا الشيخ نجيب المطيعي رحمه الله أيضا عن زيارة الإيراني اللبناني المتعمم موسى الصدر مؤسس حركة أمل اللبنانية الى مصر وتنبه الحكومة المصرية لمخططه الانتشاري التشييعي، وانه قام أثناء زيارته للقاهرة بزيارة لمقام سيدنا الحسين وحاول إصدار أوامر للعاملين في المقام بشأن المقام وترتيباته بتسلط وعنجهية فطرده الزوار من المصريين وأخرجوه من جامع سيدنا الحسين.
الخلاصة:
أوجه تحذيرا لأهلنا في مصر من خطر المخطط الإيراني التشييعي في مصر، وهم الآن بالدم يقومون بتنفيذه في سورية والعراق فلا تمكنوهم وسدوا الأبواب دونهم لحماية مصر وشعبها والعالم الإسلامي من التشيع الشيطاني التوسعي
وتنبهوا
لخطر طائفة البهرة الإسماعيلية فهم يعملون بقوة مالية كبيرة مغرية، وبخبث فائق لنشر المذهب الإسماعيلي العبيدي الفاطمي وتسليطه على مصر بزعمهم…
ارفضوا أموالهم وتنبهوا لمكرهم فنفسهم طويل وشرهم مع الإيرانيين لنشر التشيع والمذاهب الباطنية مستطير لأن لمقصود من محاولاتهم ومخططاتهم هو أن تنهار أمتنا الإسلامية من داخلها ولذا تدعمهم الدول الكبرى وتمكن لهم .. بقوة.
فهل يستجيب عقلاء مصر وأمتنا في التصدي لهم وإبطال مكرهم.؟؟؟
ننتظر الإجابة..
البهرة خطر طائفي باطني قادم
والإيرانيون الطائفيون خطر قائم وقادم
والله المستعان.