نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا لمراسلتها ايروم سلام، قالت فيه إن دراسة جديدة أجراها باحثون في الصين أظهرت أن استهلاك أكثر من لترين من صودا الدايت أو غيرها من المشروبات المحلاة صناعيا أسبوعيا، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بعدم انتظام دقات القلب بشكل خطير بنسبة 20% مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون أيا من تلك المشروبات.
ووجدت الدراسة، من شنغهاي، أن الأشخاص الذين يشربون مثل هذه المشروبات هم أكثر عرضة للإصابة بحالة تعرف باسم الرجفان الأذيني.
وقال ثيودور ماغليوني، الأستاذ المساعد في الطب وطبيب القلب المتخصص في أمراض القلب والأوعية الدموية وعدم انتظام دقات القلب في مستشفى جامعة روبرت وود جونسون في نيوجيرسي، لصحيفة الغارديان: “الرجفان الأذيني هو ارتعاش فوضوي للغرفتين العلويتين من القلب. وهما في العادة، تنبضان بطريقة منظمة”.
وأضاف ماغليوني إن أعراض الرجفان الأذيني، أو “A-fib”، تشمل “التعب، وضيق التنفس، وخفقان القلب”.
وقال إن الرجفان الأذيني يمكن أن يكون وراثيا في كثير من الأحيان، ولكن هناك أيضا بعض عوامل الخطر القابلة للتعديل.
وقال: “بعض الأشياء التي لا يمكنك التحكم فيها هي الوراثة والعمر – وهو عامل خطر كبير أيضا. ولكن بعض الأشياء التي يمكنك التحكم فيها تشمل التدخين وارتفاع ضغط الدم وانقطاع التنفس أثناء النوم والسُّمنة والتغذية”.
ونصح ماغليوني بأن يتأكد الشخص من تحسين ضغط الدم كأمر مهم عندما يتعلق الأمر بالرجفان الأذيني، فضلا عن “نمط حياة صحي للقلب”.
وقال: “لقد ثبت أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة يقللان من معدلات تكرار الرجفان الأذيني بعد أن نعالجه بإجراءات معينة”
كما أن مسألة ما إذا كانت المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية أو الخالية من السعرات الحرارية مع المحليات الصناعية أكثر صحة من المشروبات الغازية التقليدية ذات السعرات الحرارية العالية لم تحسم.
وشدد ماغليوني بأنه عندما يتعلق الأمر بالرجفان الأذيني والتغذية، فإن تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول والدهون، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أمر أساسي.
وقال: “حتى فقدان الوزن المتواضع ارتبط بانخفاض معدلات تكرار الرجفان الأذيني بعد العلاج”.
كما يمكن أن يؤدي الرجفان الأذيني أيضا إلى جلطات دموية وسكتات دماغية ومضاعفات أخرى مرتبطة بالقلب.
وتقول المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن السكتة الدماغية هي “سبب رئيسي للإعاقة الخطيرة طويلة الأمد”. والرجفان الأذيني هو السبب الرئيسي للسكتة الدماغية في الولايات المتحدة.
أولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب مثل الرجفان الأذيني والسكتة الدماغية، ما يزيد من أهمية اتباع هذه المجموعة لنمط حياة صحي وتجنب المشروبات المحلاة صناعيا.
وقال ماغليوني إن هناك أيضا بعض الأدلة التي تربط الرجفان الأذيني بالخرف المبكر في وقت لاحق من الحياة.
وتناولت الدراسة أيضا المشروبات المضاف إليها السكر والعصائر النقية غير المحلاة، مثل عصير البرتقال. وقد وجد أن المشروبات المضاف إليها السكر تزيد من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 10%، في حين أن شرب ما يقرب من أربع أوقيات من العصائر النقية غير المحلاة يقلل من خطر الإصابة بالحالة بنسبة 8%.
وقالت بيني كريس إيثرتون، أستاذة علوم التغذية في جامعة ولاية بنسلفانيا، لشبكة CNN: “هذه هي الدراسة الأولى التي تشير إلى وجود علاقة بين المحليات الخالية من السعرات الحرارية ومنخفضة السعرات الحرارية وكذلك المشروبات المحلاة بالسكر وزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني”.
وقال ماغليوني إنه سواء كان الشخص مدمنا على المشروبات الغازية أم لا، فإنه من المهم أن يكون على دراية عندما يتعلق الأمر بالمسائل الطبية المتعلقة بالقلب.
وقال: “إذا شعرت بأي أعراض لعدم انتظام ضربات القلب أو خفقان القلب، فاطلب الرعاية الطبية؛ لأنه عادة مع التدخل المبكر، يمكننا أن نكون أكثر نجاحا في العلاج، ومنع حدوث أمور مثل السكتة الدماغية”.