#أحمد_عبدالجواد… #صعود_استثنائي_يستوجب_تفسيرًا_رسميًا
#أحمد_عبدالجواد… #صعود_استثنائي_يستوجب_تفسيرًا_رسميًا
بقلم المستشار. د/ نزيه الحكيم
-شهدت الساحة المصرية خلال السنوات الأخيرة صعودًا استثنائيًا لشخصية باتت محور حديث الرأى العام: أحمد عبدالجواد. فالرجل الذى كان حتى سنوات قليلة ضابطًا فى جهاز الأمن الوطنى، يتقاضى راتبه كأى موظف عمومي، تحول فى فترة وجيزة إلى لاعب رئيسى يمتلك نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا واسعًا يتخطى ما يمكن أن ينتجه المسار الطبيعي لموظف سابق مهما بلغ طموحه.
-ورغم أن التحول فى حد ذاته ليس جرمًا، فإن حجم هذا الصعود وسرعته واتساع امتداداته يفرض أسئلة مشروعة تتعلق بمصادر الثروة، وبنية النفوذ، وحدود التدخل فى مؤسسات الدولة.
-وتشير روايات متداولة على نطاق واسع — بعضها ظهر للعلن وبعضها يتردد داخل الأوساط السياسية والاقتصادية — إلى أن نفوذ أحمد عبدالجواد لم يقف عند حدود العمل الحزبى، بل امتد إلى صفقات واستحواذات كبرى أثارت علامات استفهام متتابعة.
فمنسوب إليه، وفق ما يُتداول بقوة، السيطرة على قناة المحور وما تبعها من إعادة تشكيل إدارتها ومسارها الإعلامى، إلى جانب صفقات يُقال إنها تخص جامعة الجلالة وتغيّرات مرتبطة بمراكز اتخاذ القرار داخلها، فضلاً عن دخوله فى مفاوضات واسعة تتعلق بـ شركة كوكاكولا / نادي كوكاكولا عبر مجموعات استثمارية فى مجال الرياضة والتسويق الرياضي.
-هذه الوقائع — سواء ثبتت كاملة أو فى بعضها — تكشف عن توسعات مالية وإدارية يتعذر تفسيرها بالمسار الطبيعى لضابط سابق خرج من الخدمة قبل سنوات قليلة. كما أنها تفتح الباب لسؤال أكبر: كيف تمكن شخص واحد من النفاذ إلى هذا الحجم من المؤسسات، الإعلامية والتعليمية والاقتصادية والرياضية، فى فترة زمنية محدودة؟ وما الآليات الرقابية التى تتابع هذا النوع من التمدد؟
-إن المواطن لا يخاصم أحدًا نجاحه، ولا ينازع أحدًا طموحه، لكنه يطالب بحقه المشروع فى الشفافية، وفى معرفة مصادر الثروة التى تمنح هذا القدر من النفوذ. فالدولة التى تبنى ثقتها مع شعبها لا تترك مساحة للغموض، ولا تسمح بتشكل “مناطق ظل” خارج الإطار المؤسسى، أيا كان من يشغلها.
-والسؤال هنا ليس تجريحًا ولا تهجمًا، بل دعوة صادقة لإعادة ضبط المشهد العام، وإغلاق باب الشك، وترسيخ قاعدة واضحة تقول:
لا نفوذ بلا رقابة، ولا ثروة بلا تفسير.
-بهذا وحده تُستعاد الطمأنينة العامة… ويستقيم ميزان الثقة بين المواطن والدولة.
المستشار الدكتور/نزيه الحكيم




