سنوات مع صلاح منتصر «1»


– عندما تنشر الزوجة كتابا عن حياتها مع زوجها فهى تقدم دليلا على صدق المشاعر والحنين، وعندما تهتم بجمع أعماله وتوثيق مراحل عمله فهى تدل بذلك على تقديرها له واحترامها له واحترامها لحصاد السنين التى قضاها فى عناء البحث والتفكير والكتابة
– نموذج الزوجة المحبة التى تظل على الوفاء لذكراه نجدها فى السيدة تحية جمال عبد الناصر وكتابها «ذكريات معه» وفى السيدة جيهان السادات فى كتابها «سيدة من مصر» وفى السيدة عفاف عزيز أباظة فى كتابها «زوجى ثروت أباظة» وفى السيدة رجاء الرفاعى فى كتابها »مذكرات زوجة يوسف إدريس».. وأخيرا جاءنا كتاب الدكتورة منى سعيد الطويل «سنوات مع صلاح منتصر» ليسد نقصا فى المكتبة العربية، لأن صلاح منتصر لم يكتب مذكرته مع أنه قضى أكثر من سبعين عاما فى الكتابة وله عشرون كتابا لكنه كتب فى الأهرام فى عموده اليومى »مجرد رأي« عن أحداث وذكريات عالقة فى ذاكراته، وحسنا فعلت الدكتورة منى الطويل بما كتبته وقدمت لذلك بقصتها التى بدأت بلقاءات فكرية فى بيت المهندس صلاح دياب (زوج أختها) وكان صلاح منتصر قد بلغ السنين وفقد زوجته – نادية توفيق – زميلتنا الرقيقة فى الأهرام ولهما قصة حب كنا شهودا عليها ورحلت بعد معاناة طويلة مع المرض وعاش بعدها وحيدا يجتر ذكرياته معها إلى أن التقى الدكتورة منى (الحاصلة على الدكتوراة فى الفيزياء النووية من أمريكا) وهى أيضا لها قصة حب مع زوجها الذى رحل بعد مرض طويل، وكلما تحدث كل منهما عن حبه الضائع ينسج خيوطا تربطه بالآخر إلى أن تم الزواج
– كتب المهندس صلاح دياب فى مقدمة الكتاب أن زواجها استمر 29 سنة ورحل صلاح منتصر بعد معاناته من سرطان القولون وبعد رحلات العلاج فى الخارج ومعاناة الألم وتحمله بصبر ولم يفقد إيمانه وابتسامة التفاؤل التى اشتهر بها.الجميل فى الكتاب أن الدكتورة منى لم تكتف بحكايتهما معا لكنها أعلنت عن مشروع لإحياء ذكرى صلاح منتصر باعتزامها إهداء مكتبته والأرشيف الصحفى الذى جمعه على مدى سبعين عاما إلى إحدى المكتبات الجامعية أو العامة، وإنشاء متحف للصحافة المصرية بمشاركة جهات حكومية ونقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة والمؤسسات الصحفية الكبري
– والكتاب ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول على قصة اللقاء والزواج وحياتهما معا بعد أن أهداها شقة فى الزمالك، والجزء الثانى عن بعض المحطات فى حياته، والجزء الثالث أبرز القضايا والشخصيات التى اهتم بها صلاح منتصر
– يلفت النظر فى هذا الكتاب حديث الدكتورة منى وهى الزوجة الثانية عن حب صلاح منتصر لزوجته الأولى نادية وتفانيه فى خدمتها فى مرضها وطوافه بها إلى كبار الأطباء فى مصر والخارج إلى أن توفيت سنة 1990 وتقول إن حديث صلاح عن حبه لزوجته الراحلة جعلها هى أيضا تحبه لما لمسته فيه من الوفاء والإخلاص مما زاد تعلقها به، وتصف حياتها معه بأنها كانت الفترة المضيئة فى حياتها
– والدكتورة منى تحتاج إلى أن تكتب مذكراتها عن رحلتها فى الجامعات المصرية ورحلتها إلى امريكا للتخصص فى الفيزياء النووية وعملها فى مفاعل نووى فى كاليفورنيا، وقصة زواجها الأول من أستاذ جامعى وتحملها رعايته عندما مرض بالفشل الكلوى عام 1985 وسفرها به إلى أمريكا للعلاج وتعلمها تشغيل جهاز الغسل الكلوى فى البيت حسب شروط شركة التأمين الأمريكية واستمرت على ذلك ثلاث سنوات إلى أن أجريت له عملية نقل كلى عاش بعدها ثلاث سنوات وبعدها حدثت له انتكاسة حادة وتوفى فى امريكا عام 1991
– وهكذا كانت حكايات الصبر والمعاناة مع المرض سببا للتقارب بينهما لتبدأ قصتهما بالزواج سنة 1993 ولها ولدان تقبلا الأمر بشكل طبيعى وأحبهما صلاح كأنهما ولداه، وقصة صلاح منتصر ومنى الطويل تحتاج إلى تفصيل لأنها كانت خافية عن قراء ومحبى كاتبنا الكبير.




