احتفالات نصر اكتوبر ..بالرقص!


بقلم/  وجيه الصقار
لا أدرى مامغزى الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر وطوال الشهر بحفلات الرقص والغناء حتى بالمدارس والمراكز الثقافية، وعلى أنغام اغاني وطنية قديمة، لأننا فى عصر الفقر الفنى الذى نعيشه على كلمات الانحراف والسوقة بكلمات الجريمة والانحطاط، كما لو أن الصورة اكتملت .. ما معنى الرقص فى المدارس عنوانا لانتصارات شعب وأجيال ضحت بارواحها واولادها، وحرمت من كل ترف الحياة لمواجهة العدو الأزلى المعتدى، هل يعقل أن ثقافة الأجيال الجديدة عن انتصارات أكتوبر هى الرقص، وتفريغ المناسبة من معانيها الوطنية. وكانت فرصة لغرس روح الانتماء، والتضحية، والعزيمة للأجيال القادمة، تتحول إلى استعراضات راقصة بعيدة تماما عن جوهر البطولة والتضحية، لنخرج جيلا تافها ميتا لا فائدة منه، كان الأفضل تثقيف هذه الأجيال بفكرة الحرب والنصر العظيم، وإبراز وتكريم الأبطال، وعرض الدروس الوطنية المستفادة منها بدلا من الخلاعة أو السطحية، وعرضها فى خطة للمدارس، ومؤسسات الدولة، والإعلام والمجتمع المدني. صحيح هناك حالات محدودة اجتهدت بصورة محترمة ، فإن هذا الاحتفال يكون للتعريف بالتاريخ والدروس المستفادة وتجسيم الحدث فى ندوات ومسرحيات، وأفلام وثائقية. تشمل حوارات مع محاربين قدامى أو اسرهم، ومؤرخين، وإعلاميين، بل يجب أن تكون نهجا للمناسبات التى تدعم الوطنية والانتماء، وهو أهم ادوار المدرسة، و وكذلك تنظيم مسابقات دراسية حول أفضل بحث يتناول النصر، ومعرض صور للمعركة والأبطال، فضلا عن تقديم دروس تاريخية وطنية، ومراحل خطوات تحقيق السلام، وتنظيم زيارات للمتاحف، لرؤية غنائم تلك الحرب وأسلحتها، وزيارة المتاحف العسكرية التى فتحت مجانا، لزيادة الوعي التاريخي لدى الأجيال الجديدة ..فإنه ليس نصرا عسكريا فقط، بل بطولة شعب أراد الحياة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى