رحلة الشباب إلى قاع “المتوسط” !

بقلم/وجيه الصقار
عندما تهزم الظروف الإنسان بقسوة، ويصل إلى معيشة سوداء بلا أمل، ماحدث مع شبابنا الذين يذهبون عبر البحر المتوسط إلى أيطاليا أو اليونان، يدركون أن 80% من الهجرة غير الشرعية ستنتهى بهم إلى قاع البحر، يدفنهم بأحلامهم، فإن ضيق العيش والضنك وانعدام الأمل أقوى من دواعى الموت والانتحار. هذا بمناسبة غرق عشرات الشباب من المصريين أمس الأول، بالقرب من سواحل اليونان وإيطاليا، بمركب غير صالحة، تحمل أضعاف حمولتها بواسطة تجار الموت، وفى سلسلة لا تنتهى من المآسى غرق فيها نحو نصف مليون شاب فى السنوات الأخيرة ربما أكثر بكثير، لأن العدد غير مرصود فى أرواح بلا ثمن، خسارة أبناء الغلابة، يغامرون لإنقاذ أسرهم من الفاقه، غاب عنهم تكافؤ الفرص بالبلد والعدالة فى العمل، والثقة في المستقبل لتحسين الوضع الداخلى، والأكثر ألما أن نسبة كبيرة منهم أطفال، ولا يعرف أحد عنهم أى شئ حتى أسرهم. ففى عام 2016، غرق زورق عليه نحو 400 شاب لقوا حتفهم مرة واحدة، ونشرت اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، بيانات بهروب 841 ألف شاب مصري، نصفهم مات غرقا في البحر. بينما ذكر خبراء أن معدل المهاجرين غير الشرعيين سنويا من مصر برغم كل هذه الحوادث ما بين 20 و30 ألف شخص، وكشفت الدراسات أن اندفاع الشباب لمغامرة الموت، يرجع إلى صعوبة الحصول على فرص عمل وضعف الاستثمارات والرواتب وانهيار سوق العمل. وارتفاع تكاليف الهجرة الشرعية، فيندفع الشباب مع الإحباط من صعوبة الظروف السياسية والاقتصادية، فضلا عن تشجيع شبكات التهريب، وخداعهم بقصص النجاح لآخرين، ولإيقاف هذه المأساة اليومية هناك دور مطلوب من وسائل الإعلام لتوعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية. وفتح ابواب للهجرة الشرعية المنظمة بالتحالف مع منظمات وشركات دولية. ودعم أسر الحالات الصعبة، والالتزام بتشغيل فرد على الأقل من كل أسرة إجبارا براتب جيد، وتشجيع ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة، والأهم فى ذلك هو تخصيص وزارة للشباب، لا علاقة لها بالرياضة، تضع الخطط من خلال خبراء الدولة لاستيعاب الخريجين والعمالة بأنواعها، ولو بمساهمات رجال الأعمال والقطاع الخاص. لأن وضع العمالة فى مصر فى الحضيض ولا تبشر بتنمية إقتصادية أو اجتماعية .. وإلا تستمر المأساة وخراب البيوت ..الله المنقذ ..