لعبه التنفيس السياسي

بقلم/محمود الشنبورى

النهاردة جاي اجاوب على سؤال محير جدا

يا ترى ليه واحد زي بيرس مورجان فجأة اتغير وبقى بينصر المظلومين … أو هكذا يزعم يعني ….. و ليه فجاة الدول الغربية ناويين ياخدوا خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية ؟

طيب خلينا نسأل السؤال بالعكس، وبضدها تتميز الأشياء

تخيل مثلا لو بيرس مورجان واللي شبهه (بتوع دوو يوو كونديمن خماص …. والاطفال الرضع البيهيديد) تخيل لو كانوا لسه مستمرين في دعم ازراطيل زي ما عودونا من بداية الا بادة؟ تخيل حجم غضب الناس حيبقى ازاي؟

…. بلاش طيب…

تخيل لو عندك حلة ضغط بريستو فوق نار البوتجاز، وبمرور الوقت بدأت تهتز بشدة من عزم البخار المضغوط داخلها وخلاص اصبحت على وشك الانفجار، مش بيكون فيه صمام صغير كده لتنفيس الضغط الزائد؟ بتفتحه شوية يخرج شوية بخار وبعدين ترجع تستقر الحلة تاني وهي لا زالت فوق البوتجاز عادي؟

 

يعني هي لسه على النار بردو خد بالك… بس كل ما في الأمر انها تخلصت من شوية البخار الزيادة… كأن مثلا لو تخيلنا الحلة دي إنسان كأنها واقعيا بتستغيث بك ولما شافتك مش سامعها قررت تنفجر عشان تسمعها كويس…. فأنت نفسّت عنها وخلاص اطمأنت فيه حد موجود بيتابعها = فرجعت تستقر فوق النار تاني…

 

دي حركة شهيرة جدا في الأنظمة الحديثة… التنفيس وفي واقع الأمر هي قاعدة مشتقة من أخف الضررين… يعني حاجة شبه كده

 

الدول الغربية لما لقيت شعوبها بدأت تفوق وتعرف الحقيقة والغضب بيزيد لما وصل درجات قصوى،، زعماءهم قالوا طيب ايه المانع لما نبدأ “نهندل” الناس ونوهمهم اننا سامعينهم كويس ونفتح صمام البخار شوية؟… أصل الناس كانوا على وشك الانفجار وطول ماهما شايفين مفيش استجابة حيصعدوا اكتر واكتر فالافضل لو نفكر بعقلية الخسارة القريبة أحسن من الخسارة البعيدة ….

 

فإيه المشكلة لما نعكس الآلة الإعلامية بالشقلوب؟ نفتح مساحة للناس ونفهمهم اننا معاهم وصوتهم واصل لنا … ونجيب مسئولين ازراطيلين نهزقهم على الهواء، والناس تشم نفسها شوية ويفتكروا ان الامور بتتحسن وحقيقة الامور كما هي بل اسوأ وما زالت فوق النار كل ما في الأمر اننا نفسنا عنهم شوية الضغط الزائد ….

السياسة كلها كده، قايمة على المكر والخديعة والهندلة….

فلان ابني مزعلك؟ طيب ياحبيبي حاضربهولك … روح انت بس ونام واتطمن وانا حاخدلك حقك … وتروح بيتكم فعلا تسمعه بيزعقله رغم ان ابنه كان فاتحلك دماغك أصلا بس انت ارتحت خلاص ان قضيتك اتسمعت وفيه حد بيهندلها… ويخف غضبك.

طب لو مكانش حد سمعك؟ كنت حتبدأ تصعّد وتصعّد لدرجة محدش عارف أخرها إيه وربما يصدر منك افعال غير متوقعة… طب وعلى إيه طيب؟… ما احنا ممكن نهديك شوية.

ويطلعلك بيرس مورجان في مشهد تراجيدي يذكرنا بعمرو أديب بعد تنحي مبارك لما طلع يعيط انه كان مجبور على أمره وان امه كان نفسها تشوفه على التليفزيون،، وأنه دلوقتي أصبح متفق مع مهدي حسن وباسم يوسف وأنه خلاص ربنا تاب عليه من دوو يوو كونديمن خماص؟

كل ده لييييه؟ عشان شعبه كان على وشك الانفجار، ومؤشرات الغضب الشعبي وصلت مستويات غير مسبوقة في كل الدول الغربية… فالمسئولين بيتخذوا أوضاع دفاعية عشان يلحقوا يلموا الدنيا قبل ما تبهوق منهم ….

ولو الامور خرجت برا السيطرة ممكن الدنيا تولع حرفيا … فخلاص نشغل خاصية (ولا تزعل نفسك ياحبيبي انا حاضربهولك) وحاخلي مجلس الامن يعلن طوارئ …. ونصعد في محكمة العدل الدولية ،…. وينزلوا قرارات ومحدش ينفذها،، ونعترف بدولتهم ايه المشكلة كده كده هما معندهمش دولة أساسا،، وكده كده حنستخدم الاعتراف بطريقة تانية قدام عشان ننزع عتاد خماص…

اعتراف صوري مش حيضرنا كتير، ونهدي به الوضع الداخلي، ونرمم صورة الحكومات ونكسب بونط عند الشعب، وكمان نحاصر به الحركة الخضراء واللي زييها فيما بعد.

 

حنعترف بدولة ماشي… بس دولة منزوعة كل حاجة … يعني حبر على ورق؛ ونطلع نشتم الازراطيلين في الاعلام بس في نفس اللحظة نبعت طياراتنا واقمارنا الصناعية تساعدهم عادي ونعمل مناورات مشتركة معاهم عادي …. والساذج اللي يفتكر أنهم بيعملوا كده شفقة أو رحمة… هما ميعرفوش الحاجات دي اساسا!!

 

الوضع بالظبط أنك بتتهندل…. المطيباتية بيقولوا لك عينيا حاضر انت تؤمر والله حازعق لهم جاااامد جدا وحتسمع صوت الزعيق بنفسك .. وأتطمن احنا في ضهرك وحناخدلك حقك

احنا سامعين صوتك ووصلت لنا رسالتك

يالا روح بقى نااااام واتغطى

والصباح رباااااح… سيكاا هااا

خخخخخووو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى