“أبو تلات”..جريمة بلا عقاب!

بقلم     وجيه الصقار

حادثة غرق طالبات سوهاج فى شاطئ أبو تلات بالساحل الشمالي ليست جديدة، لأنه مصنف من أخطر شواطئ مصر مع الهانوفيل والنخيل, ورأيت بنفسى حالات الغرق اليومية فى فترة قصيرة، مسئولو الشاطئ أكدوا أن الراية الحمراء كانت مرفوعة, ونفى الناجون ذلك وأنها رفعت فى أثناء الحادث، وجاءت موجة سريعة لتفاجئ الطالبات وهن بالقرب من البر وتسحب نحو 35 فتاة، وبعد محاولات صعبة انقذوا 28 وبقيت 7 توفين فى دقائق، الواقعة ليست جديدة لسبب بسيط، أن هذا الشاطئ غير مؤمن بصدادات الأمواج وعلى مدى السنين الماضية، ولم تحاول الدولة حل تلك المشكلة، وضحيتها مئات الأرواح كل صيف، لأنه شاطئ الغلابة لا ثمن لهم، ودخوله ب 15 جنيها للفرد في حين حظيت شواطئ أولاد الأكابر والقادة بالساحل والعلمين بصدادات ضخمة تمنع الموجة القوية مع خدمات يومية قوية للإنقاذ، لذلك لم تحدث حالة وفاة واحدة بها، فالإهمال عنوان الدولة، لا تبحث عن مصلحة المواطن بل تبحث عن مصلحة أبناء الحظوة بدليل وجود حالات وفيات يومية بالشواطئ الثلاثة، لانعرف عنها شيئاً إلا بالمصادفة، ورأيت بنفسى من سنين فى الهانوفيل كيف تسحب الموجة الشباب وبعد دقائق تعيدهم موتى، فهى شواطئ الموت، ما أسهل رفع الراية الحمراء فور غرق أحد لتبرئة الذمة والعجز..وليس بعيدا حادث المنوفية بالطريق الإقليمى وموت جماعى للبنات، فانتبه المسئولون عن شبهة جنائية فى إقامة الطريق ولم يحاكم أحد، اكتفوا بتصوير السيد الوزير فى موقع الحادث دون حساب فى انفاق 8 مليارات بهذا الطريق المقام حديثا، ومثله حادث طلاب طب الجلالة الذين توفى منهم 15 طالبا،لأن الطريق فوق جبل وعر وكان يجب محاكمة من أقامه، وكاد الحادث يذهب باروح أضعاف الضحايا لولا إنقاذ السائق الذى جعلوه هو الجانى وأخذ 15سجنا مشددا، مع أنه انقذ معظم الطلبة، هكذا حادث أبو تلات، سرعان ما ارتفعت الراية الحمراء، نتساءل : إذا كان هناك خطر وراية حمراء فلماذا لا تمنعوا الناس من النزول ؟! .المشكلة أن الجميع يعرف أنه أخطر شاطئ لوجود دوامات مائية مع الأمواج العاتية بصفة يومية، ومرت الجريمة دون تحديد المجرم، موزعة بين العاملين بالشاطئ والمحافظة وجهاز الشواطئ.. المؤكد أنها جريمة وهناك مجرم لن يحاسب لأن الضحايا بلا ثمن لتضيع مئات الأرواح سنويا من ضحايا شواطئ الموت..ولكن المحافظ تهرب من المسئولية وقرر إغلاق الشاطئ ..يامن فقدتم الضمير..صدادات الأمواج ضرورية فى الشواطئ الثلاثة كفاية الأرواح التى ضاعت وتشردت أسرها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى