المستشارة الدكتورة آمنة الريسي في حوار مع صحيفة ” البلاغ”

أجري الحوار – نادر أبو الفتوح

الفضل لوالدي وجدتي في تشجيعي والإيمان بقدراتي

القيادة فن والتأهيل والتدريب ضرورة لإعداد الكوادر الإدارية 

المرأة العاملة يمكن أن تكون في صدارة المجتمع بالتركيز والتنظيم

المستشارة الدكتورة آمنة الريسي، شخصية عمانية لها تأثير كبير في الفكر والإدارة والتدريب وتعليم فن القيادة، خاضت تجارب عديدة في الدراسة والتعليم والتعلم وحصلت على مؤهلات جعلتها قديرة للقيام بمهمة التوجيه والتدريب، وتقديم النصائح والأفكار للمؤسسات والجهات المختلفة، حول تقييم وتطوير الأداء المؤسسي وتفعيل دور القيادات.
*في الحوار التالي نغوص معها في الكثير من المعاني، وتقدم خلاصة فكرها ودراستها لتكون خريطة طريق للمؤسسات والأفراد للتميز وتحقيق النجاح والتفوق.. وإلى نص الحوار.
*في البداية نود أن يطلع القارئ على نبذة مختصرة عنكم
*حاصلة على درجة البكالوريوس في الهندسة، درجة الماجستير في إدارة الأعمال، عضو بالمحكمة الدولية لتسوية المنازعات بلندن(إنكودر) الدولية، زميل كلية (إكويتي كوليج) بإنجلترا، خبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية، دراسة علوم القيادة في كل من جامعة أكسفورد وجامعة هارفرد وجامعة كمبردج ومدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، ماستر و دكتوراه مهنية في علم النفس والإرشاد النفسي والتربويّ والأسري، دكتوراه فخرية في العلاقات الدبلوماسية الدولية، دكتوراه مهنية في التنمية البشرية، دبلوم في علم نفس إدارة الأعمال، دبلوم في العلوم السياسية، دبلوم في مكافحة الجريمة، دبلوم في استراتيجيات إدارة الأزمات الدولية، دبلوم في الدراسات الاستخباراتية، دبلوم في العلاقات الدبلوماسية والسياسية والمنازعات ذات الطابع الدولي، دبلوم في علم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، دبلوم في فن المفاوضات الدبلوماسية، باحث سياسي ودولي، دبلوم في العلاقات العامة والتقديم التلفزيوني، دبلوم في الإعلام والاتصال الجماهيري، حاصلة على مستوى الماستر في (الكوتشينج).
*سيرة ذاتية ومؤهلات علمية مرموقة.. لمن يرجع الفضل في التشجيع والدعم في حياتك؟
*يرجع الفضل في ذلك إلى والدي وجدتي رحمة الله عليهما، فهما كانا يثقان بي ويؤمنان بقدراتي إيمانا مطلقا، وبفضلهما لم يكن لدي أدنى شك بقدراتي المميزة ولم تهتز ثقتي بنفسي يوما واحد بفضل نظرتهم القوية والعالية، وبفضل الفخر اللذان كانا يشعران به تجاهي.
*القيادة فن والإدارة علم، كيف كانت بداية اهتمامكم بهذا المجال؟
*مثلما ذكرت في السؤال السابق أنني تربيت على يد أشخاص يؤمنون بي، وعملوا جاهدين على توفير البيئة والمناخ المناسبان لتعزيز ودعم طموحاتي وأحلامي.
*الطموحات والأحلام التي قد يكونوا لا يعلمون اتساعها ولا سقفها اللامتناهي ولكنهم كانوا يرون إصرارا وعزيمة لا ينقطعان.
*وكان من الطبيعي أنني عندما أتواجد في بيئة ومناخ مختلفان عن هذه البيئة الاحظ الفرق، هكذا بدأ اهتمامي بهذا المجال، عندما خرجت من بيتنا للعالم الخارجي كنت دائما أبحث عن بيئة مماثلة، وكنت أبحث عن قادة كوالدي وجدتي يؤمنون بي ويزودوني بالأدوات والمعلومات التي تساعدني في إكمال الطريق فمن هنا بدأ اهتمامي بالقيادة والإدارة.
*في رأيكم ما هي مواصفات الإداري والقيادي المتميز؟
*بالإضافة للتعريفات الأكاديمية والعلمية والفلسفية للمصطلحين القيادة والإدارة أود أن أضيف وأقول أن هاذين المصطلحين يختص بهما أشخاص دون غيرهما والقائد دائما يُتبع من قبل الآخرين ويؤثر فيهم سواء من خلال منصب قيادي أو لا. فكلما كان الشخص يمتلك أدوات معرفية واجتماعية ونفسية ممتازة يستطيع من خلالهما مواجهة التحديات وحل الأزمات والمشاكل، كلما كان قريب من الناس وكلما كانوا على ثقة عالية بتوجيهاته لتحريكهم في الاتجاه الصحيح في سبيل تحقيق أهداف تعود بالنفع عليهم وتحقيق أعلى مستويات الأمان والاستقرار والحرية لهم.
*نجاح المؤسسات يعتمد على العلم والعمل المؤسسي، ما هي نصائحك لأصحاب الأعمال والشركات والمؤسسات؟
*نصيحتي لهم هو عدم الخوف من التغيير وعدم مقاومته  وأن يكونوا سباقين لمعرفة ما هو جديد في مجال عملهم ومحاولة رفعة أعمالهم لمواكبة التحديثات الجديدة، أو أنهم لاحقا سيكون من الصعب عليهم إحداث هذا التغيير، و سيجدون أنفسهم قد تراجعوا مع الوقت وذلك بسبب قلة وعيهم وبعدهم عن الأحداث والتطورات المتسارعة.
*المرأة العاملة كيف تحافظ على التوازن بين العمل المهني ومتطلبات الأسرة؟
*أنا أعتقد أن المرأة في البداية يجب عليها فهم طبيعة مسؤولياتها والعمل على تحديد أهدافها وفقا لهذه المسؤوليات وعدم مقارنة نفسها بغيرها، فإذا كانت المرأة تعرف ماذا تريد وتضع خطط متناسبة مع طبيعة مسؤولياتها داخل الأسرة وداخل العمل فأنا أعتقد أنها بالتنظيم والتركيز على ما هو بين يديها تستطيع أن تكون حتى في صدارة المجتمع.
*كلما كانت المرأة متعلمة وتمتلك وعي ممتاز بماهية ما يدور حولها وتستطيع أن تختار الأفضل لها ولأسرتها بعيدا عن المقارنات والدخول في أزمات واضطرابات نفسية أعتقد أنها ستكون قوية بما يكفي لتصل لأعلى مراتب النجاح والتفوق.
*أهم التساؤلات التي تعرض عليكم خلال نشاطكم؟
*الناس تسأل دائما عن أسرع طريق للنجاح وبالأخص الجيل الجيد ويقاومون أي فكرة تتعارض مع هذه الفكرة.
*ودائما يفهمون الأمور من منظور مادي وسطحي ويبتعدون عن الأمور التي ترغمهم على بذل جهد ذهني،  دائما يريدون الحلول السريعة والسهلة ويؤمنون بالخرافة أكثر من إيمانهم بالحجة والفهم والمنطق.
*هل يمكن أن نقول أن إدارة الإنسان لنفسه والتخطيط الجيد على مستوى الفرد أصبح ضرورة؟
*إذا كان الشخص واعي كفاية وعلى دراية بالأحداث التي تدور حوله بعقل منفتح فتلقائيا سيقوده هذا الإدراك للتخطيط والحصول على حياة كريمة أفضل.
*ولكن إذا كان الشخص يُقاد من قبل نزوات ورغبات مكبوتة وهذه الرغبات والغرائز هي من تتحكم فيه وفي سير حياته، ففي هذه الحالة سيكون عاجزا عن إدارة نفسه، لأن هناك قوة نفسية غير سوية أكبر منه تتحكم فيه وتسيطر عليه.
*إدارة الأسرة والمدرسة والجامعة ومؤسسات العمل ماذا تواجه في عصر الذكاء الاصطناعي؟
*الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين إما أن تستخدمه ليكون لك معين في تحقيق نجاحات أكثر. أو أنه سيكون هو المتحكم فيك وسيكون البديل لعقلك.
*فإذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة للبحث عن معارف ومهارات وأدوات جديدة فالعائد من ورائه سينصب في مصلحة الشخص.
*ولكن إذا استخدم بطريقة تجعل الشخص يتوقف عن التفكير فهنا النتيجة ستكون كارثية، وسيبدأ الشخص مع الوقت بالاعتماد على طرف بديل ليحل محل عقله.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى