مطالبة ايطالية بوقف نشاط الكرة الإسرائيلي

روما- رفعت النجار
في خطوة تصعيدية، طالبت رابطة المدربين الإيطاليين رسميًا بتعليق مشاركة إسرائيل في المنافسات الدولية لكرة القدم. وجاء هذا المطلب في خطاب موجه إلى الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة القدم “فيفا” و”يويفا” على خلفية استمرار الحرب في قطاع غزة والتحذيرات الأممية من تفاقم الأزمة الإنسانية.
مطالبة إيطالية بتجميد الأنشطة الكروية لإسرائيل
وجهت رابطة المدربين خطابًا إلى رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم جابرييل جرافينا لحثه على مطالبة الهيئات الكروية العليا بتعليق مؤقت لمشاركة المنتخبات والأندية الإسرائيلية. وتأتي هذه الخطوة قبل المواجهات المرتقبة بين إيطاليا وإسرائيل ضمن تصفيات كأس العالم 2026. ومن المقرر أن تقام المباراة الأولى في المجر يوم 8 سبتمبر 2025 بينما تستضيف إيطاليا المباراة الثانية في مدينة أوديني يوم 14 أكتوبر من العام نفسه. وكانت مباراة سابقة بين المنتخبين قد شهدت احتجاجات وتوترات أمنية كبيرة مما يعكس حساسية الموقف.
مواقف رافضة لتجاهل الأزمة الإنسانية في غزة
أكد مسؤولون في الرابطة أن الرياضة لا يمكن أن تنفصل عن الواقع الإنساني. وصرح جيانكارلو كاموليزي نائب رئيس الرابطة أنه لا يمكن الصمت واللعب بينما تتفاقم المعاناة الإنسانية. ومن جانبه أشار فرانشيسكو بيروندي نائب رئيس جمعية المدربين إلى أن اللامبالاة تجاه ما يحدث للفلسطينيين أمر غير مقبول في ظل الأوضاع الراهنة أعلنت إدارة معرض ليفانتي، الذي يُعدّ أحد المعارض التجارية الإيطالية والمتوسطية الرئيسية، عن استبعاد إسرائيل عن دورته الثامنة والثمانين، والمقرر أن تقام من 15ـ21 أيلول/سبتمبر 2025، في مدينة باري، عاصمة مقاطعة پوليا ـ جنوب.
أعلنت إدارة معرض ليفانتي، أحد أبرز المعارض التجارية في إيطاليا ومنطقة المتوسط، الاثنين، استبعاد “إسرائيل” من المشاركة في دورته الـ88 المقررة في مدينة باري خلال الفترة من 15 إلى 21 أيلول/سبتمبر المقبل.
وبحسب وسائل إعلام إيطالية، فإن القرار جاء بدعوة من رئيس بلدية باري فيتو ليتشيزي، الذي دعا إلى مقاطعة “إسرائيل” ومنعها من الوجود في المعرض، تعبيرا عن رفضه للسياسات “الإسرائيلية” في فلسطين.
ويعد معرض ليفانتي الدولي، من أبرز الفعاليات الاقتصادية في حوض المتوسط، حيث يجمع في دوراته قطاعات متنوعة تشمل الصناعة والزراعة والطاقة والبيئة والتكنولوجيا والابتكار، ويُعرف بدوره في تعزيز التبادل التجاري بين دول أوروبا والشرق الأوسط والبلقان ودول المتوسط. كما يجذب آلاف العارضين والزوار سنويا، ما يجعله منصة رئيسية للتعاون الاقتصادي والثقافي.
وبالتزامن مع ذلك، تواصل قوات الاحتلال وبدعم أمريكي مطلق، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 217 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين. وبهذا الصدد، أشار رئيس مؤسسة تاتاريلا، فرانشيسكو جوبيلي، ونائبه فابريتسيو تاتاريلا، في بيان الإثنين، إلى أن “خبر استبعاد إسرائيل من معرض ليفانتي ليس إلا حلقة جديدة في سلسلة انحراف أيديولوجي وغير ليبرالي خطير في باري”.
وأوضحا المسؤولان عن المؤسسة، أنه “بعد تسليم مفاتيح المدينة لشخصية مثيرة للجدل مثل المقررة الأممية الخاصة (لشؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة)، فرانشيسكا ألبانيزي، فإن دعوة رئيس البلدية فيتو ليتشيزي لمقاطعة إسرائيل، والتي لاقت ترحيبًا من المعرض، تشهد على تقييد الحريات في المدينة. ولهذا السبب، تدين مؤسستنا هذا النوع من القرارات”.
وذكر مسؤولا المؤسسة، أن “هذا القرار خاطئ شكلًا ومضمونًا؛ شكلاً، لأن المعرض يُعبّر عن موقفه بتصريح متحيز وأيديولوجي لا يليق بهيئة مؤسساتية”، فـ”اختيار استخدام مصطلح الإبادة الجماعية، الذي لا تشاطره شخصيات مثل عضو مجلس الشيوخ مدى الحياة ليليانا سيغري (يهودية) له دلالة رمزية بهذا المعنى”.
واسترسلا: “أما جوهرياً، فربط دولة إسرائيل بأكملها وجميع الإسرائيليين بالخيارات السياسية للحكومة الإسرائيلية ليس خاطئاً فحسب، بل خطير وتمييزي أيضًا، مما يُفاقم المشاعر المعادية لإسرائيل في باري وإيطاليا”.
وتابع جوبيلي وتاتاريلا: “علاوة على ذلك، فإن مثل هذه الخيارات تجعل باري مدينة متحيزة، مع عواقب مثل فقدان فعاليات وأحداث مهمة”، كما أن “المقاطعة والرقابة لا تليقان بالديمقراطيات، لكن الأمر الأكثر لفتاً للانتباه هو الجزء الأخير من البيان الصحفي للمعرض، الذي ينص على أن أي دولة أخرى لم تُحظر من الأنشطة الاقتصادية والمؤسسية لمعرض ليفانتي”، متسائلان: “لذلك، إذا سجّلت إيران أو كوريا الشمالية، فهل سيتم قبولهما؟”.
وخلص المسؤولان بمؤسسة تاتاريلا، إلى القول إن “من البديهي أن الخيارات الأخلاقية لا تكون مناسبة إلا عندما تُسهم في تحقيق إجماع سياسي سهل”