يديعوت أحرونوت: غزة تحوّلت إلى واحد من أكبر مواقع الهدم في العالم

آفي يسسخاروف-يديعوت:
قطاع غزة تحوّل إلى واحد من أكبر مواقع الهدم العقاري في العالم، والجيش الإسرائيلي هو المقاول المنفذ. كل صورة تصل من القطاع، وكل تقرير تلفزيوني يكشف عن أبعاد هذا الحدث: دمار كارثي، بمقاييس توراتية، يتم تفسيره كل مرة بشكل مختلف، مرة الهدف هو “حسم لواء خان يونس”، وأحيانا أخرى يكون “الحاجة لحماية محور”. وأحيانا يُبرر السبب بمبرر مفهوم مثل حماية قوات الجيش الإسرائيلي.
وهذه هي خلاصة القتال كما نراه على الأرض هذه الأيام، للأسف لا يوجد هدف حقيقي لهذه الحرب.
ما يحدث فعليا هو تدمير واسع النطاق للعقارات، والشك يساور الكثيرين إن كان ذلك سيساعد فعلا في التخلص من حماس، إذ يبدو الأمر أشبه بعمل انتقامي.
هذا الدمار تحوّل إلى هدف بحد ذاته دون غاية واضحة – إلا إذا كان هناك من يسعى لمنع أي إمكانية لعودة الفلسطينيين للعيش في القطاع مستقبلا.
للأسف الشديد، هذا النشاط الهندسي المكثف لن يسرّع إطلاق سراح الأسرى ولن يقرب أي حل لغزة على طريقة “إسقاط حماس”، هناك من خلط بين هدم المباني والأحياء والمدن وبين تفكيك التنظيم نفسه.
أنصار نتنياهو المتحمسون يواصلون بيع الأوهام والقصص، يرددون للمرة الألف أننا على بُعد خطوة من “النصر المطلق”، لكن الحقيقة على الأرض مختلفة: حي غزي آخر يتحول إلى أنقاض، مدينة أخرى مدمّرة، قصف آخر بلا نهاية.
وفي الأثناء، جنود إسرائيليون آخرون يُقتلون، وآخرون ينتحرون بسبب الفظائع التي رأوها، بسبب الصدمات التي عاشوها. معظم مواطني هذه الدولة ينظرون لما يحدث في غزة ويتساءلون: لماذا؟ من أجل ماذا كل هذا؟ لماذا ترفض هذه الحكومة ورئيسها صفقة شاملة للأسرى؟
المزيد من الأمهات والآباء الذين يخدم أبناؤهم وبناتهم في غزة يجدون صعوبة في تقبّل فكرة أن أبناءهم يدخلون القطاع مرة أخرى، لجولة جديدة بلا هدف سوى تدمير المنازل والأحياء، هل يعتقد أحد حقا أن ما تبقى من قيادات حماس سيخرجون من الأنفاق رافعين الرايات البيضاء؟ حماس لن ترفع الراية البيضاء، ولن تفعل ذلك أبدا.
كل طفل غزي جديد يتيم أو مشرد هو مرشح للانضمام إلى حماس مستقبلا، على أنقاض غزة، يبني التنظيم مستقبلا لعقود قادمة.
بينما أفضل شبابنا يقاتلون، يُصابون، ينتحرون من شدة الصدمات، كانت هذه الحكومة مشغولة بمناورات سياسية لمنع انتخابات مبكرة والبقاء على كرسي الحكم إلى الأبد.
الحكومة تواصل فقط إلقاء اللوم على الجيش، على الإعلام، على المعارضة – الجميع متهمون بالتورط في مستنقع غزة، باستثناء السياسة الفاشلة لهذه الحكومة.